صدى كندا – تورنتو
في أجواء مدينة تورنتو الكندية، تصدح أصوات الطائرات المحلقة في السماء بشكل ملحوظ، مما يشعل هتافات وتصفيقات محبي العروض الجوية السنوية التي تُقام نهاية كل أسبوع احتفالًا بعيد العمال.
ومع ذلك، يترتب على هذه الأصوات أيضًا غضب أولئك الذين يشعرون بالقلق من أن الضجيج الناجم عن هذا الحدث قد يسبب تأثيرًا سلبيًا أكبر من الإيجابي.
ويقول منتقدو معرض الطيران الكندي الدولي إن هذا الحدث، الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من معرض البلاد الوطني ويضم طيارين محترفين يُظهرون أعلى مهاراتهم الجوية، يفرض عبءً غير ضروريًا على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق الزائد، بالإضافة إلى التأثير السلبي الذي يمكن أن يكون له على الحيوانات الأليفة.
ويعرض هذا الحدث مهارات طيارين محترفين من الولايات المتحدة الأمريكية مثل فرقة “Blue Angels” والفريق الكندي “Snowbirds”، وتبدأ أصوات محركات الطائرات في الازدياد ابتداءً من يوم الخميس، عندما تبدأ جلسات التدريب الجوي، مما يثير قلقًا كبيرًا بين السكان.
بعض الأشخاص عبروا عن قلقهم بشكل مفرط على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفوا الضجيج بأنه مزعج للغاية ومرعب.
وتقول بعض الشهادات إنهم يعانون من كوابيس بانتظام بسبب هذا الحدث، بينما قرر آخرون مغادرة المدينة بحثًا عن هدوء نهاية الأسبوع.
ولا يزال مئات الأشخاص متجمعين في حديقة التتويج بالقرب من موقع المعرض عندما بدأت عروض الطيران يوم السبت، ولكن ليس الجميع هناك للاستمتاع بالعروض.
حيث أفادأنيتا بريسنياك وأنطون بابيتش، اللذان هما من أصل أوكراني ويعيشان بالقرب من موقع المعرض، أن بعض أصدقائهم الذين يعانون من تجارب حروب مأساوية أبدوا عدم ارتياحهم للعروض الجوية وأنهم عانوا من نوبات الهلع بسبب الضوضاء.
وأشاروا إلى أن كلبهما الصغير بكسل كان يبدي قلقًا عندما تبدأ الطائرات في الطيران ويهرع نحوهما، وفي بعض الأحيان يلتجأ إلى الأريكة.
وقالت بريسنياك: “على الفور، يحاول العثور على مكان آمن ويركض نحوي، وفي بعض الأحيان حتى إلى الأريكة”.
أيضًا، أبدى داوسون روبرتسون قلقه من تأثير هذا الحدث على كلبه البلدغ الأمريكي الصغير، فرانك، حيث أكد أنه يظهر عليه علامات واضحة للقلق خلال بداية العروض الجوية.
وقال: “أعتقد أن هناك الكثير من الاعتبارات التي يجب أن يأخذوها في الاعتبار، مثل الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والكلاب وربما كبار السن فقط”.
في الجانب الآخر من حديقة التتويج، بالقرب من موقع المعرض، كان جيمي ديفيدسون يتجول مع اثنين من كلابه من فصيلة ستافوردشاير بول تيريرز.
وأكد ديفيدسون أنه يعيش في شقة على الطابق العشرين، وأنه يدرك أن الضوضاء قد تكون عالية جدًا من هذه الشقة.
ورغم ذلك، لاحظ أن أصوات الطائرات تجعل كلابه قلقة بشكل خاص، على الرغم من أنه قال أن الألعاب النارية في يوم كندا قد تثير استجابة مماثلة لديها.
وقال: “تجلس إحدى كلابي نوعًا ما في زاوية الأريكة وتتلفَّف على شكل كرة”.
ولكن على الرغم من هذا، أعرب ديفيدسون عن دعمه لهذا الحدث، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على التقاليد والفرصة التي يوفرها للمجتمع للاستمتاع بعروض الطيران.
ولم تصدر مدينة تورنتو تعليقًا رسميًا حتى الآن بشأن المخاوف المختلفة التي أُثيرت بخصوص الضوضاء، ولكنها أصدرت بيانًا صحفيًا يدعو السكان إلى المشاركة في مشاورات عامة تستهدف التعامل مع مشكلة التلوث الضوضائي في المدينة، والتي من المقرر أن تبدأ في الأسبوع المقبل.
ويستمر المعرض الكندي الدولي للطيران حتى بعد ظهر يوم الاثنين، حيث يبقى موضوعًا حساسًا يتطلب النظر في مصلحة المجتمع وضرورة الحفاظ على توازن بين حب العرض والاهتمام بالأثر البيئي والاجتماعي.
News from © The Canadian Press, 2023. All rights reserved. This material may not be
published, broadcast, rewritten or redistributed