خاص- صدى كندا
منذ السابع من أكتوبر 2023، يعاني شمال قطاع غزة من حصار خانق وقصف إسرائيلي مكثف، حيث أغلقت المعابر بشكل كامل، مما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء والماء والدواء. الأهالي يواجهون أوضاعًا معيشية لا تُحتمل، وسط محاولات مستمرة لإجبارهم على النزوح إلى جنوب القطاع.
وفي الأيام الخمسة الأخيرة، تصاعدت وتيرة القصف إلى مستوى غير مسبوق، مع استهداف شامل للمناطق السكنية، مما أدى إلى استشهاد المئات من الفلسطينيين. ورغم ذلك، يصر الأهالي في شمال القطاع على البقاء في أرضهم، متشبثين بجذورهم، ورافضين مغادرة منازلهم على الرغم من التهديدات المستمرة لحياتهم.
“لن نترك أرضنا مهما حصل” “من شمال غزة إلى الجنة”، هكذا يردد العديد من السكان، مؤكدين أن تمسكهم بالبقاء هو نوع من المقاومة في مواجهة ما يصفونه بمحاولات الإبادة والتهجير القسري.
وكتب الصحفي في قناة الجزيرة أنس الشريف على حسابه على الفيس بوك:” منذ بداية الحرب ومحاولات تهجير سكان الشّمال لا تتوقف، إلا أن ما يحدث اليوم من حصار خانق على مخيم جباليا وتعطيل كامل للمنظومة الطبية بفعل القصف المكثف على المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء يمثل المرحلة الأخطر”.
من جانبه، قالت إيمان الصعيدي على صفحتها على الفيس بوك:” ما يحدث في مخيم جباليا الآن:” حصار المخيم من جميع الاتجاهات، أوامر بإخلاء جميع المستشفيات وخاصة كمال عدوان خلال 24 ساعة، قصف وتدمير مخبز الشلفوح المخبز الوحيد العامل في جباليا وشمال غزة، جميع مداخل مخيم جباليا محاصرة بالدبابات، وتم تهديد السكان بالإخلاء الفوري” .
وأضافت:” كل من يتحرك أو يخرج من منزله يتم استهدافه بـ”الكواد كابتر”، قنص لأي شخص يتحرك، إعدام ميداني بدم بارد، حصار وتجويع، #مخيم_جباليا_يباد حسبنا الله ونعم الوكيل”.
أما صلاح الدين صالح كتب على صفحته منصة X:” في اتصالي للاطمئنان على أهلي، سألت والدتي إن كانوا يفكرون في مغادرة معسكر جباليا إذا اشتدت الأخطار من حولهم، فجاءني ردها:” قضينا عمرنا ندّعي التزامنا، وأي وقت أصدق من هذا لنُثبِت فيه أمام الله وأمام أنفسنا صدق ادّعائنا” اللهم جَباليا وأهلها، ثبّت أقدامهم، وانصرهم نصراً مؤزراً.
وفي الجنوب، لم يكن الوضع أفضل حالاً للنازحين، الآلاف يعيشون في ظروف مأساوية داخل الخيام، حيث يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع الصحية في ظل انعدام الخدمات. ورغم محاولتهم الهرب من القصف العنيف في الشمال، إلا أن المعاناة تلاحقهم في كل مكان داخل القطاع المحاصر.
“فررنا من القصف، لكن وجدنا الجوع والمرض والقصف أيضاً لم يتوقف حتى على الخيام فالمجازر تلو الأخرى”، يقول أحد النازحين من الشمال، مؤكدًا أن الظروف الصعبة تطال الجميع في غزة، سواء من ظلوا في منازلهم أو أجبروا على النزوح.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 42,065 شهيدًا و97,886 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأشارت الصحة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.