تورنتو – رولا المسحال
خلال العامين الماضيين، شهدت كندا زيادة ملحوظة في عدد الطلبات المُقدمة من الطلبة للحصول على اللجوء، وبلغ عدد الطلبات المقدمة من قبل طلاب الأردن 350 طلب.
ووفقًا لمصدر مطلع، يتقدم الطلاب الأردنيون بطلبات اللجوء بعد الحصول على تأشيرات دراسية، وهذه الإحصائيات تعتبر غير معلنة رسميًا.
وبحسب المصدر، تتعلق بعض هذه الطلبات بمسائل تتعلق بتغيير الديانة أو الهوية الجنسية.
مكاتب الهجرة تبيع الوهم
ويقول بستنجي، إن المشكلة الرئيسية تكمن في سوء التخطيط واستغلال مكاتب الهجرة في الأردن، حيث يتم إقناع الطلاب بأنهم سيتمكنون من العمل بسهولة وجني أموال طائلة في كندا بعد وصولهم، وهذه الأموال يمكنهم من خلالها تعويض تكاليف الحصول على تأشيرات الدراسة والرسوم الجامعية.
وفي قصة رواها بستنجي (لصدى كندا)، “فإن والد أحد الطلاب هاتفه للتحقق من عدم إرسال ابنه للأموال كما كان متوقعًا ووعود مكاتب الهجرة في عمان.
ويضيف بستنجي: “استغلال الطلبة يبدأ من الأردن، حيث يتم توجيه العديد منهم إلى مقاطعتي انتاريو وكيبك، رغم ارتفاع تكاليف الحياة في تلك المناطق، بينما يوجد المزيد من المقاطعات التي يمكن أن تكون أفضل اقتصادياً وتعليمياً وتسمح بالحصول على إقامة دائمة بشكل أسرع، مثل مقاطعات المحيط الاطلنطي
اقرا المزيد|
تحول مفاجئ.. كنيسة تورونتو ترفض طالبي اللجوء
تنامي أعداد الطلاب الدوليين يثير مخاوف بشأن نزاهة نظام الهجرة
حلول تطفو على السطح.. الحكومة الفيدرالية تعالج مشاكل الطلاب الدوليين
وقد أكد على أهمية أن يكون الطالب مستعدًا للتحديات التي سيواجهها في كندا وضرورة العدول عن اللجوء في حال كان قادمًا لدراسة اللغة في البداية.
وأضاف: “لقد كنت شاهدا على عدد من القضايا التي تقدم فيها الطلبة بطلب لجوء ولكن بعد فترة وجدو أنفسهم غير قادرين على الاستمرار واضطروا لإنهاء معاملاتهم والعودة إلى الوطن دون حصول على اللجوء، خاصة وأن اللجوء يعني المنع من السفر لفترة قد تزيد عن خمس سنوات”.
اكتئاب ما بعد اللجوء
وأوضح بستنجي أن بعض الطلبة يواجهون اكتئابًا بعد اللجوء، خاصة إذا كانت قضيتهم غير صحيحة مثل تغيير الهوية الجنسية أو الديانة.
ورغم عدم وجود دلائل قاطعة، إلا أن بستنجي يعتقد أن هناك شبكة من سماسرة مستشاري الهجرة في كندا يشجعون الطلبة على طلب اللجوء مقابل تخفيض الرسوم الخاصة به إلى ما يقارب 500$.
وأضاف ” الأمر غير مثبت لكن أي شخص يستطيع أن يرى ذلك بعينيه، طالب واحد يقدم طلب لجوء قد يطلب منه المحامي أو المستشار الخاص به إحضار زبائنمقابل تخفيض الرسوم الخاصة به ما يقارب500$، لذا يقوم الطالب بالبحث عن طلاب جدد لقنعهم بفكرة اللجوء “.
من جهة أخرى، أشارت خولة طه مدير وكالة الطلاب الدوليين في ميساساجا، إلى أن بعض الطلبة يأتون إلى كندا دون تخطيط جيد، في حين أن الدراسة والعمل يمكن أن تكون خيارًا أفضل في بعض الحالات.
وأكدت على أهمية التوعية بمسارات الدراسة في كندا وعدم توجيه الطلبة نحو اللجوء إلا في الحالات الضرورية.
وأضافت:” بعض الطلبة ليس لديهم علم أن ليست كل دراسة في كندا ستنتهي بالإقامة الدائمة وتصريح العمل، حيث أن بعض الكليات الخاصة بالقانون الكندي لا يمكن الحصول على تصريح عمل للطالب الدولي بعد تخرجه منها “.
وقالت:” الكثير من الطلبة بعد قرار اللجوء يدخلون في مرحلة اكتئاب بسبب أن خطوة اللجوء تأثر على مستقبلهم كاملا وعلاقتهم بعائلاتهم في بعض الأحيان ، وكذلك عدم مقدرتهم لرؤية ذويهم لفترة من الزمن”.
وفيما يتعلق بالإحصائيات، فإن الأردن يعتبر وفقًا لمجلس الهجرة واللاجئين في كندا من الدول العربية الرائدة في عدد قضايا اللجوء المعلقة، حيث بلغ عددها 576 قضية حتى مارس 2023، مما يجعلها مشكلة تحتاج إلى تفكير جاد وتوعية أكبر.