صدى كندا- أنس العسالة
ارتفعت إيجارات الوحدات السكنية في كندا بنسبة 20% خلال العامين الماضيين، وفقًا لموقع Rentals.ca المتخصص في الاستشارات العقارية. ويعكس هذا الارتفاع قوة الطلب من المستأجرين لتأمين الشقق السكنية في جميع أنحاء البلاد، وتشير التوقعات إلى احتمالية زيادة إضافية بنسبة 5% في أسعار الإيجار في نهاية هذا العام.
تزايدت مخاوف السكان في كندا إزاء ارتفاع أسعار الإيجارات، حيث يعاني الأفراد والأسر من ضغوطات مالية هائلة نتيجة لتكلفة المعيشة المتزايدة في البلاد، وتُعزى هذه المشكلة إلى ارتفاع غير مسبوق في تكاليف الإيجار، ما يزعزع استقرار السكان، وتفاقم أزمة الإسكان دون توفر حلول بديلة للمتضررين.
وأثرت زيادة أسعار الإيجارات بشكل كبير على الأفراد والأسر ذوي الدخل المحدود، حيث أصبح من الصعب عليهم تحمل تكاليف السكن الآمن، ما دفع العديد منهم لمغادرة منازلهم والعيش في الشوارع، بينما غادر آخرون المناطق الحضرية بحثًا عن سكن أرخص، بالإضافة إلى ذلك، شهدت كندا ارتفاعًا في عدد المهاجرين الذين تركوا البلاد بحثًا عن فرص سكن أفضل خارجها.
ووفقا للتقرير، تبقى مدينة فانكوفر في قمة قائمة المدن الكندية بأعلى أسعار الإيجارات، حيث بلغ متوسط إيجار الوحدة السكنية ذات الغرفة الواحدة 2945 دولاراً في الشهر، بزيادة شهرية تبلغ 4٪ مقارنة بالعام الماضي، تليها بارنابي بمعدل 2578 دولار، ثم تورونتو وميسيساغا في مقاطعة أونتاريو بمعدل 2572 و2362 دولار وبنسبة زيادة شهرية 1.3% و2.2%.
في ذات السياق، سجلت جراند بريري بمقاطعة البرتا أدنى متوسط إيجار بقيمة 1026 دولار للغرفة، في حين بلغ متوسط إيجار غرفة واحدة في ريجينا بمقاطعة ساسكاتشوان 1096 دولار.
وتظل سكاربورو وبرامبتون مدينتين رائدتين في نمو أسعار الإيجار في كندا، على الرغم من التباطؤ الاقتصادي، ليبلغ متوسط قيمة الإيجار المسبق للوحدات السكنية الحديثة 3230 دولار في هاتين المدينتين.
وارتفع معدل إيجار الغرف المشتركة بنسبة 15٪ مقارنة بالعام الماضي، بمتوسط إيجار بلغ 963 دولار في الشهر.فيما شهدت مقاطعة بريتيش كولومبيا أقوى معدل نمو في إيجارات الغرف المشتركة بنسبة 21٪ سنويًا، حيث بلغ متوسط الإيجار 1157 دولار للغرفة.
ومن المتوقع زيادة المشاريع السكنية المناسبة للدخل المتوسط في السوق نظرًا لزيادة الطلب من الفئة الأوسع من السكان، ويلاحظ اهتمامًا واضحًا من قطاع السكن في تلبية احتياجات سوق المنازل التي تناسب الأسعار المعقولة.
وقالت شون هيلدبراند، رئيسة شركة أوربانيشن المتخصصة في جمع وتحليل بيانات الوحدات السكنية الحديثة لسوق الإيجار في منطقة تورونتو الكبرى، ‘إن سوق الإيجار شهد خلل عامين متتاليين حالة من الاضطراب والتباطؤ في مستويات الشراء والاستئجار للوحدات السكنية الحديثة مع مؤشرات طفيفة للاستقرار والتعافي من جائحة كورونا”.
وأكدت، ارتفاع مستويات الإيجارات إلى أرقام قياسية جديدة في أسعار الفائدة لم تشهدها منذ 22 عامًا، ويعزى ذلك لسرعة وتيرة نمو العدد السكاني وانحدار معدلات البطالة لأقل نسبة وقلة العرض للوحدات السكنية.
وتعليقاً على غلاء الإيجارات صرح المهندس شريف سبعاوي، عضو البرلمان، ونائب وزير الخدمات العامة والتجارية في كندا بقوله: “ندرة العروض العقارية هي واحدة من الأسباب الرئيسية التي تجبر المستأجرين على قبول الأسعار المرتفعة. وبسبب هذا النقص في العروض، يضطر المستأجرين لدفع الكثير من المال مقابل فرصة الحصول على وحدة سكنية، ولا يجدون بدائل أخرى في وقت قصير’
ويشير سبعاوي إلى أن العوامل الرئيسية لارتفاع الإيجارات هي النمو السكاني، وشح العروض السكنية، وقلة البدائل بأسعار معقولة، بالإضافة إلى التضخم المستمر في المنطقة. وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع الفائدة إلى مستويات مجنونة.
وأضاف سبعاوي، تعكف وزارة الإسكان في أونتاريو على حلول لتلبية احتياجات سوق العقارات، حيث تستهدف زيادة عدد المشاريع السكنية الجديدة إلى أكثر من 120 ألف وحدة سكنية متنوعة، تشمل الكوندوز والتاون هاوس والشقق الحديثة.
وعلى حد قوله، تهدف الوزارة، إلى تشجيع شركات التطوير العقاري من خلال إلغاء الرسوم المرتبطة بتطوير الوحدات السكنية ذات الأسعار المعقولة والإيجارات والمنازل غير الربحية. ما يحفز شركات التطوير على زيادة وتيرة المشاريع الإنشائية وتلبية احتياجات السوق