صدى كندا –
إسراء، شابة في العشرينيات من عمرها، نشأت في قلب غزة المحاصرة. منذ نعومة أظافرها، كان لديها حلم واحد يتجاوز كل الحدود والجدران: أن يصل صوتها إلى العالم. وسط الحروب والانقطاع، اختارت الصحافة طريقًا لتحقيق هذا الحلم، فأصبحت عينًا وأذناً للعالم، تنقل بصوتها وصورها واقع الحياة في غزة، وتُبرز قصص الصمود والألم.
رغم الصعاب، كانت إسراء دائمًا متفائلة. تمتلك كاميرا محمولة، وجهاز حاسوب قديم، وهاتف بسيط، لكنها كانت تصنع من تلك الأدوات نافذة تُطل بها على العالم الخارجي. كانت تقضي ساعات طويلة تكتب، تسجل، وتلتقط صورًا. صوتها كان صدى للأمهات، للأطفال، وللشباب الذين يكافحون للعيش في ظل ظروف لا ترحم. كل خبر، كل صورة كانت بمثابة رسالة أمل للعالم الخارجي، وصدى يُذكر الجميع بأن غزة ليست مجرد ساحة حرب، بل مكان مليء بالحياة، والأحلام.
لكن بعدما، اندلعت الحرب من جديد. تلك الليلة، لم تكن كباقي الليالي. أصوات القصف كانت تقترب أكثر فأكثر، حتى وصل الدمار إلى باب منزلها. تهدمت الجدران، وتناثرت أحلامها مع الركام. الكاميرا، الحاسوب، وكل أجهزتها الإلكترونية كانت تحت الأنقاض. وفي لحظة واحدة، لم يعد لدى إسراء أي وسيلة لتواصل صوتها مع العالم.
جلست إسراء وسط بقايا منزلها المتهدم، تحاول استيعاب الصدمة. كانت عينها على هاتفها المحطم، وحاسوبها المدفون تحت الركام. شعرت وكأن الحرب لم تكتفِ بتدمير جدران منزلها فقط، بل حاصرت صوتها، وجعلته سجينًا بين تلك الأنقاض. كل ما بنته طوال سنوات حياتها انهار في لحظة واحدة.
لم تكن بحاجة للكثير؛ كانت تحتاج فقط لجهاز محمول جديد، أداة بسيطة تعيد لها قدرتها على التواصل مع العالم. لكنها، في تلك اللحظة، لم تكن تملك سوى الأمل. أمل في أن يجد صوتها من يساعده ليعود مرة أخرى. كانت تعلم أن الحرب يمكن أن تدمر البيوت، لكن لا يمكنها أن تسكت صوتًا يناضل من أجل الحق والحقيقة.
إسراء تنتظر، وكل ما تحتاجه هو يد العون، لتعود مرة أخرى، بقلمها وصوتها، لتنقل الحقيقة، ولتُذكّر العالم أن غزة ما زالت تحلم، رغم كل شيء.
يمكنك مساعدة إسراء من خلال :