أهالي مدينة وندسور يستقبلون عائلة غزية بعد خروجهم من الحرب
صدى كندا- بعد 47 يومًا من القدرة على مغادرة قطاع غزة، تمكنت عائلة إسماعيل من الوصول إلى كندا، وكان حوالي 50 شخصًا في محطة قطار وندسور للترحيب بأحمد إسماعيل، 41 عامًا، وإيمان الهباش، 38 عامًا، وطفليهما – جانا، 14 عامًا، وعبد الله البالغ من العمر خمس سنوات.
وتعرفت كيران جافيد على عائلة إسماعيل خلال حرب 2014 في غزة وظلت على اتصال بالعائلة، وقالت لشبكة سي بي سي نيوز إنها مصممة على مساعدتهم في الوصول إلى بر الأمان.
وتم قبول الأسرة كلاجئين بموجب برنامج الهجرة المؤقتة الذي أعلنته الحكومة الفيدرالية للفارين من غزة إلى كندا.
وقالت جافيد لقناة سي بي سي وندسور: “لا يوجد سبب يجعل أي إنسان يرغب في البقاء في هذه الفوضى. لا أحد يريد أن يرى أطفاله يموتون، وأحباؤه يموتون، أتمنى أن أتمكن من مساعدة المزيد من العائلات ولكني لا أستطيع ذلك. لا أستطيع سوى أن أفعل الكثير، وستكون هذه العائلة مساهمة كبيرة في المجتمع الكندي.”
وأشارت إلى أن الأب يعمل على درجة الدكتوراه بينما الأم حاصلة بالفعل على درجة الماجستير، ووصلت الأوضاع الإنسانية في غزة إلى مستوى الأزمة منذ 7 أكتوبر 2023، وقد دفع الصراع آلاف الأشخاص إلى الفرار، ولا يزال آلاف آخرون يحاولون الفرار.
أما أحمد، فقال إنه فوجئ بعدد الأشخاص الذين خرجوا للترحيب بعائلته “في هذه المدينة الممتنة” وجعلهم يشعرون وكأنهم في وطنهم.
وتابع “لقد كانت في الواقع مهمة مستحيلة، لأن بها العديد من الصعوبات. أول شيء هو الخروج من قطاع غزة نفسه. لقد فقدت بالفعل كل شيء. لقد فقدت سيارتي، فقدت وظيفتي، فقدت منزلي لقد تم تدمير كل شيء، وعليك أن تفعل هذا”.
وأضاف “هذا الناس الرائعون، وهذه الحشود الرائعة تمنحنا في الواقع القدرة على الشعور بأننا بخير. لم نعد وحدنا بعد الآن، وثم جاءت كندا، وجاءت وندسور، والأشخاص الذين أتوا إلينا الآن يجعلوننا سعداء للغاية، لقد غادرنا بلادنا. لقد اضطررنا إلى المغادرة. كنا تحت حرب إجرامية وحشية ضدنا، لذلك لم يكن لدينا خيار سوى مغادرة البلاد، ثم شعرنا إلى أين يجب أن نذهب؟ لم يعد لدينا مكان نذهب إليه”.
وقالت جافيد إن “الأسرة فقدت العديد من أفرادها في الصراع المستمر، بما في ذلك يوم الثلاثاء، لقد فقدت إيمان الكثير من أفراد عائلتها مؤخرًا، وتوفي شخص ما في عائلته أول من أمس، وأحمد فقد صهره. لقد قُتل عندما كان يملأ خزان المياه ووجدوا جثته مقطعة إلى أشلاء”.
وتابعت “أنهم لا يحتاجون أبدًا إلى طلب أي مساعدة. لكن في النهاية تلقيت رسالة مفادها: “إذا حدث لي شيء ما، فيرجى التأكد من رعاية أطفالي”، وعندها جاء إلي ابني البالغ من العمر 12 عامًا وقال لي: قال: لماذا لا تساعدونهم وتفعلون شيئًا ما لجلبهم إلى هنا بأمان؟”.
ومن جانبها، قال فهد حافظ – نجل جافيد – إنه يريد المساعدة بعد أن رأى الأسر تكافح في غزة.
وأشار إلى أن “أعيش والحمد لله في مكان جميل وغرفة جميلة ولا أتعامل مع الحروب من حولي، ومنذ أن كنت في الثانية عشرة من عمري، لا أستطيع أن أقدم الكثير من المساعدة، لكنني أخبر أمي أنني أستطيع أن أعطيها المال من حصالتي إذا كان ذلك يساعدها.”
وساعد كانداس إيمسيوغلو، أحد سكان وندسور وهو في الأصل من إسطنبول، في جلب عائلة إسماعيل إلى كندا.
وقال إمسيوغلو: “نريد جميعًا مساعدتهم بقدر ما نستطيع. أشعر بالسعادة لأنني أتيحت لي الفرصة للمشاركة قليلاً في ذلك، وإن ما يحدث في فلسطين يحطم قلبي. لا توجد طرق أخرى لوصف ذلك. إنه يؤلمني في قلبي وكانت هذه إحدى الطرق الصغيرة التي يمكننا من خلالها القيام بشيء ما.”
وتابع إيمسيوغلو، الذي قال أنه ساعد في جميع الإجراءات الورقية للحصول على تأشيرات مغادرة العائلة، إنه سعيد لأنهم سيحصلون على فرصة العيش في وندسور.
وكان عضو البرلمان عن وندسور ويست بريان ماس موجودًا أيضًا للترحيب بالعائلة.
وقال ماسي: “نحن هنا… للتأكد من أنهم يعرفون أن لديهم حياة جديدة هنا، ونأمل أن يتمكنوا من المساهمة على الفور، لدينا عائلة قادمة إلى مجتمعنا وهي في حاجة إليها، وقد مرت بعملية صعبة للوصول إلى هنا، لذلك هناك حاجة إلى هذا الدعم أكثر من أي وقت مضى، لهذا السبب من المهم إظهار أن هذه العائلة ستجد مجتمعًا محبًا بغض النظر عن السياسة في أماكن أخرى.”