
صدى كندا- شرعت الولايات المتحدة وإيران يوم السبت في مفاوضات مباشرة ومعمقة في العاصمة العُمانية مسقط، سعياً لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني المتسارع، وسط أجواء من التوتر الإقليمي والانفجارات الغامضة.
وأكد التلفزيون الرسمي الإيراني بدء المحادثات، بينما نقلت مصادر مقربة من المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن الجانبين اجتمعا بالفعل، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد وصل إلى عمان يوم الجمعة، حيث التقى بنظيره العماني بدر البوسعيدي الذي لعب سابقاً دور الوسيط في جولات سابقة من المحادثات في مسقط وروما.
وأظهرت لقطات مصورة عراقجي وهو يتجه صباح السبت إلى مقر المفاوضات.
وفي المقابل، وصل ويتكوف إلى عمان قادماً من موسكو حيث اجتمع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب مصادر تحدثت لوكالة أسوشيتد برس.
وتزامناً مع انطلاق المحادثات، هز انفجار ضخم ميناء بجنوب إيران أسفر عن إصابة 281 شخصاً، دون أن تقدم السلطات تفسيراً فورياً للانفجار.
مفاوضات دقيقة حول مستقبل تخصيب اليورانيوم
تأتي هذه الجولة من المحادثات في وقت تحاول فيه واشنطن وطهران كسر الجمود المستمر منذ انسحاب الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق النووي عام 2018.
والنقاشات الحالية حول قضية تخصيب اليورانيوم، التي تصر طهران على أنها “حق سيادي”، بينما تطالب واشنطن بوقف كامل للتخصيب.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الموجود حالياً في روما للمشاركة في جنازة البابا فرنسيس، أعرب عن تفاؤله بشأن المحادثات، قائلاً: “نفضل إبرام صفقة على الخيارات الأخرى… سيكون ذلك مفيداً للبشرية.”
إلا أن ترامب لم يغلق الباب أمام الخيار العسكري، محذراً من “اتفاق أكثر سوءاً” قد تفرضه طهران إذا لم يتم التوصل إلى تسوية.
ومع بدء الحوار المباشر بين عراقجي وويتكوف، شرع خبراء فنيون من الجانبين بالتفاوض على تفاصيل صفقة محتملة.
ويقود نائب وزير الخارجية الإيراني، ماجد تخت روانجي، الفريق الإيراني المفاوض، وهو دبلوماسي مخضرم شارك في صياغة اتفاق 2015
وبينما يرأس الفريق الأمريكي مايكل أنطون، مستشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، رغم افتقاره للخبرة النووية العميقة مقارنة بسابقيه.
وبينما تبدي طهران تشبثاً بمواصلة برنامجها النووي، يعكس تعافي الريال الإيراني مؤخراً – بعد تدهوره الحاد – آمالاً داخل إيران بالتوصل إلى اتفاق يخفف من الضغوط الاقتصادية الخانقة.
وقال فرزين كيفان، أحد سكان طهران: “لا بأس بالتفاوض. لكن لا ينبغي أن نتنازل عن كل شيء… لقد عانينا كثيراً من أجل هذا البرنامج.”