صدى كندا- رولا المسحال لم تجد سعودية مقيمة في مقاطعة بريتش كولومبيا غير وسائل التواصل الاجتماعي لإرسال مناشداتها حتى تتمكن من حماية نفسها وطفلها من زوجها السابق. وبحسب السيدة التي تحتفظ (صدى كندا) باسمها حفاظا على سلامتها فإن والد طفلها وزوجها السابق حاول قتلها هي وجنينها قبل عام لكن القضية لم تصل للقضاء بعد، بانتظار إيجاد شهود.
ولم تكتف بالبحث عن شهود عبر مانشرته على وسائل التواصل الإجتماعي بل اتهمت المستشفى الذي ذهبت له ليلة تعرضها للعنف بالإهمال وتركها هي وجنينها لمواجهة مصيرهما، مما تسبب بمعاناة صغيرها من تبعات الولادة المبكرة حتى وقتنا الحالي.
زواج وانفصال
وروت “أ. م” قصة أقرب للخيال عن أكثر الليالي رعبا التي عاشتها في حياتها، بعد أن حاول زوجها السابق إجبارها على إجهاض طفلهما دون علمها، وقالت في حديث خاص لـ “صدى كندا”:” تعرفت عليه من خلال أصدقاء مشتركين وقررنا الزواج بحسب الشريعة الإسلامية وبعقد من شيخ “.
لكن الزواج لم يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر ، مشيرة إلى أنها بمجرد تأكدها من خيانته طلبت منه الانفصال، إلا أن الانفصال الذي تم بسلام لم يكتمل بسبب معرفتها بأنها حامل.
ويبدو أن ذلك الحمل لم يكن في حسبان الزوج الذي ما إن علم به حتى بدأ بمضايقتها عبر الرسائل طالبا منها إنهاء الحمل بسرعة، وقالت:” طلب مني بكل صراحة أن أجهض طفلي وعندما رفضت قتل جنيني طلب مني أن “أقتل نفسي”.
غير أن الاستسلام لم يكن ضمن خططه، فبحسب “أ.م” وبعد وقت قصير تلقت دعوة من صديقاتها للاجتماع في بيت أحدهن لتناول الطعام ، لتشعر بريبة وتتأكد بعدها أن زوجها السابق كان مدبرا لذلك الاجتماع من أجل صلح مزعوم، وكان قد اقترح الأمر على صديقاتها وأخبرهن أنه سيحضر الطعام بنفسه.
بعد تلك الحادثة ورسائله المتكررة بدأت تشعر بعدم الأمان على حد قولها، لتنتقل من ملجأ إلى أخر خوفا من أن يصل إليها أو يقوم بإيذاء جنينها، قائلة:” في النهاية رغم تقدمي بشكوى للشرطة قامت تلك الملاجئ بطردي بدعوى وجود منزل أمن لي “.
ليلة الرعب في شوارع بارنبي
بعد عودتها لمنزلها في مدينة بارنبي وصلتها عدد من الرسائل من زوجها السابق يخبرها بندمه على ما قام بفعله بحقها وأنه سيقوم برعايتها حتى تلد، بل وأخبرها أنه سيتكفل بكافة مصاريف طفلهما الأمر الذي دفعها للشعور بالأمان، إلا أن ما كان يخبئه لهما لم يكن بالحسبان بحسب ما روته في مكالمة صوتية لـ “صدى كندا”.
وبتاريخ 23 إبريل من سنة 2022 تلقت رسالة منه يخبرها أنه في طريقه إليها محضرا طعامها المفضل وبعض الخضار والفواكه لتهتم بصحتها وصحة طفلهما، فما كان منها إلا أن تسمح له بالدخول لمنزلها.
وأضافت: “أحضر عصارة وأصر على أن يحضر لي عصير بنفسه، بعد تناولي لذلك العصير بربع ساعة بدأت أشعر أني دخلت المخاض، وبدأت الآلام غير محتملة وعندما توجهت للحمام، أخرجني قائلا إنه اتصل بالطوارئ الذين أخبروه أن التقيؤ غير مفيد في حالتي وسيزيد الأمر سوءا”.
ولم تنتهي فصول تلك الليلة المرعبة على حد تعبيرها فبعد ثلاث ساعات من انتظار وصول الإسعاف وآلام شديدة طلبت منه أن يأخذها بنفسه للمستشفى الأقرب لبيتها، وقالت:” تفاجأت باختفاء هاتفي كنت مشوشة التفكير وصدقت أنه اتصل بالطوارئ وأن الإسعاف بالطريق، لينقلها بسيارته في رحلة طويلة في ارجاء المدينة متجها لخارجها.
وأضافت: “بسرعة 40 كلم في الساعة كان يسير ولم يصل مباشرة إلى المستشفى والتي تبعد 5 دقائق عن بيتي وعندما شعرت بالخطر بدأت أحاول أن أشير للمارة والسيارات ، ليقوم بخنقي وخفض رأسي وضربي أكثر من مرة”، ولأن الساعة كانت الثالثة فجرا لم يكن هناك الكثير من المارة أو السيارات العابرة لإنقاذها، لكنها تتذكر أنها رأت سيارة رمادية اللون ونظرت في عين سائقها وأشارت له بإشارة العنف الأسري”.
إهمال في المستشفى
وبعد مرور عام ونجاتها وطفلها لازالت تتذكر تلك الليلة المرعبة بعدما قرر خاطفها فجأة بإيصالها المستشفى بعد أن شعر بالخوف من محاولاتها للخروج والصراخ من السيارة”، قرر أخيرا إيصالي للمستشفى بعد صراخي وتوسلاتي لكن منعني من الخروج من السيارة بعدما توقف في المواقف”، على حد قولها.
وأضافت:” نجحت بالخروج حافية القدميين ولم يتمكن من اللحاق بي بسبب خروج أحدهم من مدخل الطوارئ ولكن للأسف اقنع الجميع أنه جاء لمساعدتي، وقبل أن أتمكن من الاتصال بالشرطة كان قد فر هاربا وبحوزته هاتفي”.
وتكمل واصفة تلك الليلة :” وبرغم كل ما تعرضت له لم تصدقني الطبيبة المناوبة بالمستشفى بل أعادتني للبيت بقولها إن كل ما احتاج اليه حمام دافئ”.
وأكملت:” في اليوم التالي انتهى حملي في طفلي بالأسبوع الثاني والعشرين أي قبل موعده بشهرين كاملين”، منوهة إلى أن لو اهتمت الطبيبة المناوبة في الليلة التي تعرضت فيها للعنف لم يكن طفلي مجبرا على البقاء في المستشفى لأكثر من ستة أشهر، وصلت في اليوم التالي وأنا على شفاه الموت بسبب النزيف وطفلي كاد يوشك على الموت”.
رحلة البحث عن شاهد
وبرغم نجاتها هي وطفلها الذي لا يزال يعاني حتى اليوم من أثار ولادته المبكرة وتأثيرها على تنفسه، قالت:” لازلت أشعر بالخوف وغيرت مكان سكني أكثر من مرة والقضية التي من المفترض أن تذهب للمحكمة بالاعتداء علي وعلى طفلي قبل ولادته متوقفة بسبب عدم وجود شهود وأدلة كافية”.
وكانت شرطة نيو وستمنستر في بريتش كولمبيا قد وجهت نداءات إلى السكان ممن قد يكونوا شهدوا الحادث، للإدلاء بأقوالهم. وأضافت الشرطة في بيان نشر بعد الحادث أن المحققون يعتقدون أن هذا حدث في 23 مارس 2022 بين الساعة 1 والساعة 3:30 صباحًا.
وأشار البيان أن سيارة تويوتا هايلاندر رمادية ربما تم قيادتها عبر عدة بلديات في مترو فانكوفر، بما في ذلك نيو وستمنستر وبرنابي. وتعتقد الشرطة أيضًا أنه تم إيقافها “لفترة من الوقت” بالقرب من مستشفى برنابي.
وجاء في البيان الصادر عن شرطة نيو وستمنستر: “كانت ضحية هذا الاعتداء المزعوم، تحاول جاهدة الخروج من السيارة، وجذب انتباه سائقي السيارات الآخرين باستخدام إشارات اليد وطلب المساعدة”.
وبعد أكثر من عام على الحادث لاتزال ” أ.م” تطالب بحمايتها وطفلها وتحقيق العدالة، قائلة:” كل الأدلة كصور المراقبة من المستشفى ومن الشوارع المحيطة بمكان سكني لم تكن كافية، لذا لازلت أبحث وأطلق نداءات عبر التواصل الاجتماعي لعلي أجد شاهدا يغير مسار القضية”.
إذا كنت تمتلك أي معلومات حول الاعتداء ، يُرجى الاتصال بوحدة الجرائم الكبرى في NWPD على الرقم 604-525-5411.