صدى كندا- خاص
شهدت ثلاث جبهات في مختلف مناطق السودان مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث استمر القتال الدامي في الفاشر شمالي دارفور، واندلعت اشتباكات في عدد من مناطق النيل الأبيض، إضافة إلى العاصمة الخرطوم.
ويأتي هذا في وقت تتصاعد فيه الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب التي تتسع رقعتها بشكل كبير، وكشف الاتحاد الأفريقي عن مبادرة جديدة للجمع بين الفرقاء السودانيين.
ومع تزايد حدة القتال، يتزايد تدهور الأحوال الإنسانية حيث أشارت تقارير إلى ارتفاع أعداد الضحايا منذ اندلاع القتال في المدينة قبل نحو ثلاث أسابيع إلى أكثر من 200 قتيل وألف جريح، وأجبر عشرات الآلاف على ترك منازلهم بسبب التبادل المستمر للقصف المدفعي الذي أدى إلى تدمير العديد من المستشفيات والمرافق الخدمية.
واحتدمت حدة المعارك في الفاشر مع تقدم قوات الدعم السريع في وسط المدينة وإعلانها السيطرة على أحياء رئيسية في المدينة، إضافة إلى السوق الكبير القريب من قيادة الفرقة السادسة التي تعتبر أكبر مقرات الجيش في إقليم دارفور الذي تخضع أكثر من 90 في المئة من مناطقه حاليا لسيطرة الدعم السريع.
وأدى القصف المستمر إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في أوساط المدنيين خصوصا سكان الأحياء الشمالية الغربية من مدينة أم درمان.
وألقت أزمة السودانيين العالقين في غابة أولالا الواقعة في إقليم أمهرة الإثيوبي بظلالها على الأطفال بالتزامن مع إطلاقهم مناشدات واستغاثات عبر المنصات الرقمية بسبب غياب الأمن في المعسكرات التي كانت تؤوي نحو 9 آلاف لاجئ.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو ترصد معاناة النساء والأطفال السودانيين العالقين في الغابات، وتردي الخدمات الأساسية مع تزامن هطول الأمطار.
وعبرت طفلة عن فقدانها الشعور بالأمان منذ دخولها المعسكر في إثيوبيا، لافتة إلى أنها فقدت أسرتها كلها باستثناء شقيقتها.
وأضافت أخرى في مقطع متداول “الحكومة الإثيوبية احتجزتنا داخل الغابة منذ 28 يوما”، وتساءلت بالقول “أين هي المنظمات الإنسانية التي تهتم بالأطفال والنساء وحقوق الإنسان؟”.
وقالت أخرى، “أكثر من 6000 شخص هربوا من الحرب لأثيوبيا، وتحاصروا في أقليم الأمهرة في غابة، وتم منع الأكل والشرب عنهم من الشرطة الفيدرالية والحكومة الأثيوبية”، مضيفةً “تركوا الأطفال والنساء الحوامل للموت والله بيموتوا”.
ويستمر اعتصام اللاجئين السودانيين في إثيوبيا للشهر الثاني على التوالي، للمطالبة بإجلائهم إلى مناطق آمنة في ظل تردي الأوضاع الإنسانية بالغابة منذ شهر دون استجابة أو تحرك لإغاثتهم.
أما في منطقة النيل الأبيض، قالت منصات إعلامية إن اشتباكات عنيفة دارت قرب مدينة الدويم ومنطقة نعيمة وقرى مدينة ربك في وسط الولاية التي تضم مقر الفرقة الثامنة عشر الواقعة تحت سيطرة الجيش.
وقال شهود عيان إن قوات الدعم السريع دفعت بتعزيزات كبيرة في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الابيض، فيما واصل الطيران الحربي التابع للجيش تنفيذ غارات جوية كثيفة لمنع تقدم قوات الدعم السريع نحو تلك المناطق وسط تقارير عن خسائر كبيرة في الأرواح.
وفي العاصمة الخرطوم، استمر القصف المدفعي في مدنها الثلاث – الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، مع استخدام أنواع جديدة من أسلحة القصف المدفعي بعيدة المدى.
وفي ذات السياق، عبرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها الشديد إزاء مغادرة نحو ألف لاجئ المعسكر الواقع في منطقة أمهرة بسبب المخاوف من الحوادث الأمنية وعدم كفاية الخدمات.
وذكرت المفوضية في بيان أن بعض أعضاء هذه المجموعة بدؤوا مؤخرا إضرابا عن الطعام، وهو أمر يثير قلقا كبيرا في السياق الأوسع للوضع الأمني المضطرب.
وأوضحت تنسيقية اللاجئين في إقليم أمهرة أن عدد اللاجئين المتضررين أمنيا وغذائيا يفوق 6 آلاف لاجئ وليس ألف لاجئ كما ذكر بيان المفوضية
وأشارت التنسيقية إلى أن نقص المواد الغذائية يشكل تحديا كبيرا أمام اللاجئين، فضلا عن تعرضهم لعمليات قتل واغتصاب واختطاف وترهيب من قبل مسلحين مجهولي الهوية.
ويُذكر أن أعلنت الأمم المتحدة أن إثيوبيا تستضيف الآن أكثر من مليون لاجئ، مما يجعلها ثاني أكبر دولة مضيفة للاجئين في أفريقيا، وكان موقع كومر للاجئين يستضيف نحو 6 آلاف شخص، معظمهم من السودان وإريتريا وجنوب السودان، وموقع أولالا للاجئين يؤوي أكثر من ألفي شخص، معظمهم من اللاجئين السودانيين وجنوب السودان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) معارك خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ وفقا للأمم المتحدة.