صدى كندا- تستمر القوات والدبابات الإسرائيلية توغلها في أجزاء من منطقة مزدحمة في شمال قطاع غزة كانت قد تجنبتها من قبل في الحرب منذ أكثر من سبعة أشهر مما أسفر عن أستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وسيطرت القوات الإسرائيلية أيضا على بعض الأراضي في رفح وهي مدينة جنوبية على الحدود المصرية مكتظة بالنازحين وحيث أثار شن عملية توغل هددت به منذ فترة طويلة هذا الشهر لمعاقل المقاومة الفلسطينية قلق القاهرة وواشنطن.
وفي كشف عن مزيد من الشقوق في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هدد بيني غانتس، وهو عضو وسطي في حكومة الحرب، بالاستقالة إذا لم يوافق الزعيم اليميني بحلول 8 يونيو على خطة اليوم التالي التي ستشمل كيفية حكم غزة بعد الحرب مع المقاومة الفلسطينية.
و أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أنه نتيجة معلومات استخباراتية تم جمعها خلال التوغلات الأخيرة، أعلن الجيش عن استعادة جثة رجل كان من بين أكثر من 250 رهينة في غزة .
ونفذت إسرائيل عمليات تمشيط عسكرية متجددة هذا الشهر لأجزاء من شمال غزة حيث أعلنت انتهاء عمليات كبيرة في يناير كانون الثاني.
وكان أحد المواقع هو جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين التاريخية الثمانية في غزة. وأكد سكان أن القوات والدبابات دخلت الشوارع يوم السبت التي جنبت الهجوم البري حتى الآن. وفي إحدى الضربات، قال مسعفون إن 15 فلسطينيا استشهدو ا وأصيب العشرات.
وكشفت وزارة الصحة في غزة وخدمة الطوارئ المدنية أن الفرق تلقت عشرات المكالمات بشأن سقوط ضحايا محتملين لكنها لم تتمكن من إجراء أي عمليات بحث بسبب الهجوم البري المستمر والقصف الجوي.
و قال أحد سكان جباليا إبراهيم خالد:”اليوم هو الأصعب من حيث قصف الاحتلال والغارات الجوية وقصف الدبابات الذي يستمر دون توقف تقريبا”.
وأكد لرويترز “نعرف عشرات الأشخاص من الشهداء والجرحى لكن لا يمكن لسيارة إسعاف الدخول إلى المنطقة.”
وزعم الجيش الإسرائيلي أن قواته واصلت العمل في مناطق في جميع أنحاء غزة بما في ذلك جباليا ورفح، وتنفيذ ما وصفه بأنه “عمليات دقيقة ضد المقاومين والبنية التحتية”.
صرح جيش الإحتلال في بيان ” أن سلاح الجو الإسرائيلي يواصل العمل في قطاع غزة، وضرب أكثر من 70 هدفا خلال اليوم الماضي، بما في ذلك منشآت تخزين الأسلحة، ومواقع البنية التحتية العسكرية، منفذي الهجمات الذين شكلوا تهديدا لقوات الجيش الإسرائيلي، والمجمعات العسكرية”،.
التوترات في الائتلاف الإسرائيلي
واجه نتنياهو انتقادات في الداخل والخارج لفشله في تحديد نهاية اللعبة بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب.
وفي مؤتمر صحفي صرح جانتس: أنه يريد من حكومة الحرب تشكيل خطة من ست نقاط في الأسابيع الثلاثة المقبلة وأنه إذا لم تتحقق توقعاته فسوف يسحب حزبه الوسطي من ائتلاف الطوارئ الذي يتزعمه نتنياهو.
وأكد جانتس : أن اقتراحه سيشمل إنشاء نظام إدارة مدنية أمريكي أوروبي عربي فلسطيني مؤقت لغزة بينما تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية.
وعلى الرغم من أن غانتس هو المنافس الأقوى لنتنياهو في استطلاعات الرأي، إلا أنه إذا ترك الحكومة فلن يكون ذلك كافيا لإحداث انهيارها، لأن الأحزاب المتبقية ستمنح رئيس الوزراء أغلبية برلمانية مريحة.
و يظهر تحدي غانتس ضغطا متزايدا على الائتلاف الإسرائيلي، الذي تهيمن عليه الأحزاب اليمينية المتطرفة. وطالب وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الأربعاء بتوضيح خطط ما بعد الحرب وبتخلي نتنياهو عن أي إعادة احتلال عسكري لغزة.
أكدت المقاومة الفلسطينية أن المقاومين هاجموا القوات الإسرائيلية في جباليا ورفح بالصواريخ المضادة للدبابات وقنابل الهاون والعبوات الناسفة المزروعة بالفعل في بعض الطرقات، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من جنود الإحتلال.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 281 جنديا قتلوا في القتال منذ التوغلات البرية الأولى في غزة في 20 أكتوبر تشرين الأول.
ووفقا لوزارة الصحة في القطاع استشهد ما لا يقل عن 35,386 فلسطينيا في الغارات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، في حين حذرت وكالات الإغاثة مرارا وتكرارا من انتشار الجوع والنقص الحاد في الوقود والإمدادات الطبية.
وفي رفح حيث توغلت الدبابات الإسرائيلية في بعض الضواحي الشرقية واشتبكت مع مقاومين فلسطينيين أكد السكان أن القصف الإسرائيلي من الجو والبر استمر طوال الليل حتى صباح السبت.
وكانت رفح تؤوي أكثر من مليون نازح من غزة. وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يوم السبت أن نحو 800 ألف فلسطيني فروا من المدينة منذ أن بدأت إسرائيل عمليتها البرية هناك في 6 مايو أيار.