
صدى كندا- تشهد العلاقات بين كندا والولايات المتحدة توترًا متصاعدًا في عام 2025، مما أدى إلى انخفاض كبير في حركة السفر بين البلدين.
وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات الكندية (باستثناء الطاقة)، مما أثار استياءً واسعًا في كندا.
وردًا على ذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن تعريفات انتقامية بنسبة 25% على واردات أمريكية بقيمة 30 مليار دولار، مع خطط لزيادة هذه التعريفات لاحقًا.
انخفاض حاد في السفر بين البلدين
أدى هذا التصعيد التجاري إلى تراجع كبير في السفر بين كندا والولايات المتحدة. في مارس 2025، انخفض عدد المسافرين الكنديين إلى الولايات المتحدة بنحو 860,000 مقارنةً بنفس الشهر من العام السابق. كما انخفضت حجوزات الرحلات الجوية بين البلدين بنسبة تتراوح بين 71% و76% مقارنةً بمارس 2024.
شركات الطيران تعيد تقييم استراتيجياتها
استجابةً لهذا الانخفاض في الطلب، قامت شركات الطيران الكندية بإجراء تعديلات كبيرة على جداول رحلاتها:
WestJet: ألغت عدة مسارات إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك الرحلات الموسمية بين كالجاري ونيويورك، وإدمونتون وأورلاندو، وفانكوفر وأوستن. كما علقت رحلات بين كيلونا وسياتل، وأنهت خدمة كيلونا-لاس فيغاس في وقت أبكر من المخطط له.
Air Canada: خفضت جداول رحلاتها بين فانكوفر وهيوستن، وفانكوفر وواشنطن، وفانكوفر وميامي. كما قررت الحفاظ على جدولها الشتوي لرحلة واحدة يوميًا بين مونتريال وسان فرانسيسكو، بدلاً من زيادة التردد كما كان مخططًا في صيف 2025.
Flair Airlines: ألغت مساراتها بين تورنتو وناشفيل، وكالجاري ولاس فيغاس، وإدمونتون ولاس فيغاس. كما علقت أربعة مسارات أخرى في وقت أبكر من المخطط له.
Air Transat: قلصت خدمتها في الولايات المتحدة بنسبة 10%.
Porter Airlines: تدرس “تخفيضات مستهدفة في الترددات” على بعض المسارات الأمريكية، وقللت من ترويجها للرحلات الجوية الأمريكية وسط تضاؤل الاهتمام.
مع تراجع الطلب على السفر إلى الولايات المتحدة، بدأت شركات الطيران الكندية في توجيه اهتمامها إلى أسواق بديلة:
WestJet: أضافت ثلاثة مسارات كندية جديدة، وزادت من تردد الرحلات الداخلية. كما أطلقت خدمات جديدة بين هاليفاكس وأمستردام، وهاليفاكس وبرشلونة.
Air Canada: وسعت شبكتها الدولية بإضافة مسارات جديدة إلى أمريكا اللاتينية، بما في ذلك ريو دي جانيرو، وقرطاجنة، وغوادالاخارا، وسانتياغو، وغواتيمالا سيتي. كما زادت من تردد الرحلات إلى وجهات أوروبية مثل دبلن.
تأثير اقتصادي واسع النطاق
تجاوز تأثير التوترات التجارية قطاع الطيران، حيث حذر محللون من أن ضعف الطلب على السفر قد يكلف الاقتصاد الأمريكي ما بين 23 إلى 71 مليار دولار في عام 2025. كما أبلغت شركات السفر الكبرى مثل Corporate Travel Management عن خسائر كبيرة بسبب تراجع نشاط العملاء في أمريكا الشمالية وآسيا.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن العلاقات التجارية والسياحية بين كندا والولايات المتحدة تمر بمرحلة حرجة، مع تداعيات اقتصادية واجتماعية قد تستمر لفترة طويلة.