مرشحة رئاسية تُدان بالاختلاس وتُمنع من الترشح للرئاسة

صدى كندا -أصدرت محكمة فرنسية، يوم الاثنين، حكمًا بإدانة مارين لوبان في قضية اختلاس أموال، متضمنًا منعها من تولي أي منصب عام لمدة خمس سنوات، وهو ما يحرمها من الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2027.
كما حُكم عليها بالإقامة الجبرية لمدة عامين مع سوار إلكتروني، مع تعليق تنفيذ عامين إضافيين من العقوبة، إضافة إلى غرامة قدرها 100,000 يورو (154,000 دولار كندي). ورغم أن العقوبة لن تُنفَّذ حتى استنفاد جميع الطعون، فإن الحظر السياسي يسري فورًا بموجب “تنفيذ مؤقت” طلبه الادعاء، ولا يمكن إلغاؤه إلا في حال قبول طعنها قبل الانتخابات. ومع ذلك، فإنها لا تزال تحتفظ بمقعدها في البرلمان.
لوبان، البالغة من العمر 56 عامًا، كانت المرشحة الأبرز لمنافسة الرئيس إيمانويل ماكرون في انتخابات 2017 و2022، وحظي حزبها “التجمع الوطني” بدعم متزايد، إذ أصبح صاحب أكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، مما أجبر ماكرون على تشكيل تحالف حكومي أوسع.
تفاصيل القضية
تعود القضية إلى الفترة بين عامي 2004 و2016، حيث وُجهت اتهامات للوبان ومسؤولين آخرين من حزبها، المعروف سابقًا باسم “الجبهة الوطنية”، باستخدام أموال مخصصة لمساعدي البرلمان الأوروبي لدفع رواتب موظفين يعملون فعليًا لصالح الحزب، في انتهاك للوائح الاتحاد الأوروبي.
وقالت القاضية بينيديكت دو بيرتويس، خلال تلاوتها للحكم، إن لوبان كانت “في قلب المخطط”، مشيرةً إلى أن الاختلاس لم يكن لتحقيق مكاسب شخصية، لكنه شكل “تجاوزًا ديمقراطيًا” أدى إلى تضليل البرلمان والناخبين.
ردود فعل غاضبة من اليمين المتطرف
أثناء المحاكمة التي استمرت تسعة أسابيع أواخر عام 2024، دافعت لوبان عن نفسها قائلةً إن حرمانها من الأهلية السياسية سيؤدي إلى “إقصاء ملايين الناخبين الذين صوتوا للحركة التي أمثلها”.
الحكم أثار غضب اليمين المتطرف داخل فرنسا وخارجها. فقد أدان السياسي الإيطالي ماتيو سالفيني ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان القرار، حيث كتب الأخير عبر منصة X: “أنا مارين!” تعبيرًا عن تضامنه معها. كما أصدرت موسكو بيانًا يدين الحكم.
بعد النطق بالحكم، غادرت لوبان محكمة باريس دون الإدلاء بأي تصريح للصحفيين، واستقلت سيارة غادرت بها المكان.
مستقبل حزب لوبان في 2027
الحكم طال أيضًا ثمانية مسؤولين حاليين وسابقين في حزب “التجمع الوطني” ممن شغلوا مقاعد في البرلمان الأوروبي، بالإضافة إلى 12 مساعدًا برلمانيًا عملوا تحت قيادة لوبان.
وفي حال عدم تمكنها من الترشح في 2027، يُنظر إلى جوردان بارديلا، البالغ من العمر 29 عامًا والذي خلف لوبان في رئاسة الحزب عام 2021، باعتباره الخليفة الطبيعي لها. وقال بارديلا في بيان عقب الحكم: “اليوم لم يُدان مارين لوبان فقط ظلماً، بل قُتلت الديمقراطية الفرنسية”.