بعد خروجهم من الحرب.. فلسطيني يلتقي بعائلته في كيبيك

صدى كندا- لقد كانت تلك اللحظة التي كان زكريا حلس يحلم بها منذ عشرة أشهر. وفي 24 يونيو/حزيران، وقف في مطار جان ليساج في مدينة كيبيك، محاطًا بأنصاره، في انتظار أن يحتضن أخيرًا زوجته إسلام وأطفالهما الخمسة بين ذراعيه مرة أخرى.
وقال حلس وهو ينظر إلى يومه من على طاولة غرفة الطعام في منزله المؤقت: “أعانقهم وأحتضنهم بين ذراعي، وأتأكد من أنهم على قيد الحياة، وأنهم غير مصابين، إنهم ما زالوا واقفين وهم معي في كيبيك. لقد كانت تلك لحظة لا تصدق.”
ووصل حلس لأول مرة إلى مدينة كيبيك في أغسطس الماضي، حيث تولى منصب أستاذ زائر في الهندسة المدنية وهندسة المياه في جامعة لافال، وكان من المفترض أن تنتهي إقامته في نوفمبر/تشرين الثاني، ولكن قبل شهر واحد فقط من عودته المقررة إلى وطنه، وقعت الكارثة.
وتابع “لقد كان ذلك وقتًا فظيعًا للغاية ولا أود أن أتذكره مرة أخرى…. بدأت الحرب في غزة في الساعة السادسة صباحًا وكنت في كيبيك حيث كانت الساعة حوالي (منتصف الليل)، ويتذكر قائلاً: “كنت نائماً، واستيقظت في الصباح الباكر على مئات الرسائل.”
ولم يصدق حلس عينيه وحاول الاتصال بزوجته على الفور، لكن لم تكن هناك كهرباء في غزة ولا إمكانية الوصول إلى خطوط الهاتف في منزلهم في تلك المرحلة، وبعد فترة، تمكنت من إجراء (اتصال) معها والتأكد من أنها على قيد الحياة وأن الأسرة على قيد الحياة.
وأضاف حلس أن عائلته وصلت إلى بر الأمان، لكن منزلهم في غزة دُمر بالكامل، بكل ما فيه. وأمضت زوجته وأطفاله الأشهر التالية وهم يمشون سيرًا على الأقدام، ويتنقلون من مكان إلى آخر، ويتوقفون في نهاية المطاف في رفح جنوب غزة.
وأوضح: “أفتقر القدرة على توضيح مشاعري أو حتى التعبير عنها في تلك الفترة، وعائلتك وأطفالك الصغار محاصرون في وسط القتال.”
وتابع حلس أن أطفاله، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا و12 عامًا، واجهوا مشاكل في الحصول على الغذاء والمياه النظيفة. لكنه يقول إنه كان يشعر دائمًا أن زوجته قوية ويمكنها مساعدة الأسرة على تجاوز أي شيء، مما يترك له شعورًا بالأمل في نجاحهم.
وفي السياق، نورا لوريتو، كاتبة مستقلة وناشطة في مدينة كيبيك، كانت وشريكها صديقين مقربين لحلس منذ أشهر، حيث التقيا ببعضهما البعض في التجمعات ومن خلال عمل شريكها في الجامعة.