
صدى كندا- مع اقتراب موعد التصويت في الانتخابات الكندية المقبلة، تتجه الأنظار نحو جيل الشباب، لا سيما من ينتمون إلى جيل Z وجيل الألفية، الذين باتوا يشكلون أكبر كتلة تصويتية في البلاد – وهي كتلة قادرة على تحديد من سيشكل الحكومة القادمة، إذا شاركوا فعلاً في صناديق الاقتراع.
وتشير البيانات إلى أن مشاركة الناخبين الشباب لا تزال متدنية مقارنة بالفئات العمرية الأخرى.
ففي الانتخابات الفيدرالية الأخيرة، صوّت فقط 47% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، بانخفاض ملحوظ عن نسبة 54% التي سجلت عام 2019.
وترى أماندا مونداي، المديرة التنفيذية لمنظمة “الأغلبية الجديدة” – وهي مبادرة غير حزبية تهدف إلى رفع نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات – أن هذا التراجع يعود جزئياً إلى توقف مراكز التصويت في الجامعات بسبب جائحة كورونا. لكنها تؤكد أن الظروف الحالية أكثر إيجابية، وتُبدي تفاؤلًا بحدوث انتعاش في نسبة المشاركة.
وقالت مونداي: “لدينا الآن فرصة حقيقية لرؤية إقبال شبابي أقوى، خاصة مع عودة التصويت المبكر داخل الحرم الجامعي”.
حواجز نفسية ومعلوماتية أكثر من اللامبالاة
على عكس الانطباعات الشائعة، تؤكد مونداي أن الشباب ليسوا غير مهتمين بالتصويت، بل يواجهون حواجز في الوصول إلى المعلومات اللازمة.
“الكثيرون منهم لا يعرفون إذا كانوا مؤهلين، أو كيف ومتى وأين يصوتون، خاصة أولئك الذين يدرسون بعيدًا عن محافظاتهم الأصلية”.
وللتغلب على هذه العقبات، أطلقت “الأغلبية الجديدة” حملة ميدانية نشطة في الكليات والجامعات هذا الأسبوع، تركز على المحادثات الفردية والإجابة على استفسارات الطلبة بطريقة ودية بعيدة عن لغة التوبيخ.
وقالت مونداي، إن النهج الرقمي، رغم أهميته في التوعية، لا يكفي وحده. “قد يرى الطالب 15 منشورًا عن الانتخابات على وسائل التواصل، لكنه ما يزال مرتبكًا من الخطوات الفعلية. التواصل المباشر هو ما يصنع الفرق”.
القضايا التي تحرك الشباب
وفقًا للملاحظات الميدانية، تتصدر تكاليف المعيشة – مثل الإيجارات والرسوم الدراسية – قائمة أولويات الناخبين الشباب، تليها الصحة النفسية، أزمة المناخ، وموضوع سيادة كندا، الذي ظهر مؤخرًا على السطح بسبب تهديدات رمزية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تحدث – بنبرة ساخرة أو جدية – عن ضم كندا كولاية أمريكية رقم 51.
وأكدت مونداي: “لم نكن نتوقع أن تبرز السيادة الوطنية كقضية رئيسية، لكننا الآن نواجه واقعا جديدا يهم الشباب بشدة”.
إحساس بالتجاهل السياسي
رغم وجود بعض البرامج الحزبية التي تتناول قضاياهم، يشعر العديد من الشباب بأن اللغة المستخدمة لا تعكس واقعهم أو خبراتهم اليومية. “غالبًا لا تكمن المشكلة في الوعود، بل في طريقة طرحها، حيث لا يشعر الشباب أن الخطاب موجه إليهم”، تضيف مونداي.
منصات انتخابية متنوعة وتوجهات سياسية منقسمة
بحسب استطلاع حديث أجرته مؤسسة Nanos Research، فإن توجهات الشباب بين 18 و34 عامًا منقسمة إلى حد كبير: 41% ينوون التصويت لحزب المحافظين بقيادة بيير بوليفير، بينما يخطط 37% للتصويت لصالح الليبراليين بقيادة مارك كارني.
وما يعني أن أصواتهم يمكن أن تكون العامل الحاسم في انتخابات قد تحمل مفاجآت.
فرصة التغيير بيد الشباب
في الختام، ترى مونداي أن الطريق نحو إحداث فرق يبدأ بخطوة بسيطة: “نقول لهم دائمًا: تعالوا معنا إلى مركز الاقتراع. دعونا نُسهّل عليكم التجربة.
وبمجرد أن تصوتوا، ستشعرون أنكم جزء فعّال من التغيير، وأنكم تملكون صوتًا في القضايا التي تبدو خارج سيطرتكم”.
ومع استمرار الحملات الميدانية، تبقى الأيام المقبلة حاسمة في اختبار ما إذا كان الجيل Z سيحول قوته الديمغرافية إلى قوة انتخابية حقيقية.