صدى كندا- على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، انتشرت على لافتات وقمصان وبالونات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، صورة في جميع أنحاء العالم خلال الاحتجاجات ضد الحرب بين إسرائيل وحماس، هي صورة البطيخة.
شرائح البطيخ، الداخل الأحمر والقشرة الخضراء والبيضاء والبذور السوداء، هي نفس ألوان العلم الفلسطيني، وأصبحت رمزا للتضامن، حيث أجمع عليها نشطاء لا يتحدثون نفس اللغة أو ينتمون إلى نفس الثقافة، لكنهم يشتركون في قضية واحدة.
بعد حرب 1967، قامت الحكومة الإسرائيلية بمنع عرض العلم الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وفي رام الله عام 1980 أغلق الجيش معرضا يديره ثلاثة فنانين لأنهم عرضوا أعمالا فنية وسياسية بألوان العلم الفلسطيني، الأحمر والأخضر والأسود والأبيض.
واستدعى ضابط اسرائيلي الثلاثة لاحقا، وبحسب الفنان ومنظم المعرض سليمان منصور، قال له الضابط الاسرائيلي “أولا: محظور تنظيم معرض دون الحصول على إذن من الجيش، وثانيا: ممنوع الرسم بألوان العلم الفلسطيني”.
وضرب الضابط مثال البطيخة على الفن الذي ينتهك قواعد الجيش، حسبما قال منصور لـ”لأسوشيتدبرس” الأسبوع الماضي.
واحتجاجا على ذلك، بدأ الناس في التلويح بالبطيخ في الأماكن العامة.
وكتب الكاتب مهدي صباغ “هناك قصص عن شبان ساروا في الشوارع بتحد حاملين شرائح من البطيخ، معرضين أنفسهم لخطر الاعتقال من الجنود الإسرائيليين.. عندما أرى البطيخ، أتذكر على الفور روح شعبنا التي لا تنكسر.”
ومنذ منتصف التسعينيات، عندما توصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى اتفاقيات سلام مؤقتة، وحتى تولي الحكومة الإسرائيلية القومية المتطرفة الحالية السلطة قبل عام، تراجعت قضية رفع العلم الفلسطيني، وقال منصور إنه بعد ثلاثة عقود “أصبح رمزا وطنيا” مرة أخرى.
وقبل عام، حظر وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير رفع العلم الفلسطيني في الأماكن العامة، وردا على ذلك، قامت مجموعة النشطاء العرب واليهود الإسرائيليين، بإلصاق ملصقات كبيرة على شكل بطيخة على سيارات الأجرة في تل أبيب كتب عليها “هذا ليس علما فلسطينيا”.
وقالت المجموعة في بيان نصي “رسالتنا إلى الحكومة واضحة: سنجد دائما طريقة لتجاوز أي حظر سخيف، ولن نتوقف عن النضال من أجل حرية التعبير والديمقراطية – سواء كان ذلك يتعلق بعلم الفخر أو العلم الفلسطيني”.
وتربك الرموز التعبيرية الخوارزميات التي يقول مؤيدون إن شركات التكنولوجيا تنشرها لقمع المنشورات التي تحتوي على كلمات مثل “غزة” وحتى “فلسطين”.
وقالت جيليان يورك، مديرة حرية التعبير الدولية في مؤسسة الحدود الإلكترونية: “أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيه رمزا يستخدم على نطاق واسع كبديل، ويدل هذا على ارتفاع ملحوظ في الرقابة على المحتوى الفلسطيني”.
البطيخة ليست الرمز الوحيد الذي يحظى باهتمام النشطاء، ومن العلامات الأخرى للتضامن الفلسطيني العالمي المفاتيح والملاعق والزيتون والحمام والكوفية.
وسبب آخر لانتشار رمز البطيخة هو أنها تحتوي على بذور، هناك مقولة، منسوبة في الغالب إلى الشاعر اليوناني دينوس كريستيانوبولوس، تحظى بشعبية كبيرة بين النشطاء، تقول “لقد أرادوا دفننا، لم يعرفوا أننا بذور”.
وقول شون إسكارسيغا، الفنان الذي ابتكر التصميم “قد تكون قادرا على تحطيم البطيخة، لكن سحق البذور أصعب، إنه أمر قوي حقا أن تخرج الحياة من شيء صغير للغاية ومرن للغاية، ويمكن أن ينتشر بهذه السهولة”.
وأدى الهجوم الجوي والبحري والبحري الإسرائيلي على غزة إلى مقتل أكثر من 24 ألف شخص، حوالي 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال، وفقا وزارة الصحة في القطاع، التي لا يفرق إحصاؤها بين المدنيين والمقاتلين.