
صدى كندا- أعلن رئيس وزراء كولومبيا البريطانية، ديفيد إيبي، أن حكومته ستقدم تشريعًا جديدًا لإلغاء ضريبة الكربون الإقليمية، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان رئيس الوزراء الكندي الجديد، مارك كارني، عن إلغاء الضريبة المعادلة على المستوى الفيدرالي.
تحول جذري في السياسة الضريبية
لطالما كانت ضريبة الكربون محورًا للجدل السياسي والاقتصادي في كندا، حيث تعهد كل من إيبي وزعيم حزب المحافظين في كولومبيا البريطانية، جون روستاد، بإلغائها خلال حملة انتخابات المقاطعة في خريف 2024.
ويأتي هذا القرار استجابة لضغوط متزايدة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، خاصة مع تصاعد الحرب التجارية بين كندا والولايات المتحدة، والتي تأججت بسبب التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
التداعيات المالية وإجراءات التعويض
كانت ضريبة الكربون تُفرض على أنواع الوقود المختلفة، بما في ذلك البنزين والغاز الطبيعي والفحم، وغطت حوالي 80٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المقاطعة.
ووفقًا لميزانية المقاطعة لعام 2025، كان من المتوقع أن تحقق إيرادات بقيمة 2.56 مليار دولار في السنة المالية 2024/2025، مع زيادة سنوية مطردة لتصل إلى 4.51 مليار دولار بحلول عام 2027/2028.
وبينما يتم إلغاء الضريبة، أكدت حكومة المقاطعة استمرار دعم الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط عبر ائتمان ضريبي للكربون، حيث خصصت الحكومة 995 مليون دولار لعام 2024/2025 لتعويض المواطنين عن تكاليف الطاقة المرتفعة.
استمرار الضغط على كبار الملوثين
رغم إلغاء الضريبة على المستهلكين، شدد إيبي على أن كبار الملوثين الصناعيين سيظلون ملزمين بدفع رسوم على الانبعاثات، بهدف تشجيع الصناعة على تبني تقنيات منخفضة الكربون مع الحفاظ على تنافسيتها.
ماذا بعد؟
تمثل هذه الخطوة تغييرًا كبيرًا في السياسة البيئية لكولومبيا البريطانية، التي كانت رائدة في فرض تسعير الكربون منذ 2008. وبينما يُنظر إلى هذا القرار على أنه تخفيف للعبء الاقتصادي عن الأسر، يبقى التحدي الحقيقي في إيجاد توازن بين دعم القدرة الشرائية للمواطنين والاستمرار في تحقيق الأهداف المناخية للمقاطعة.