
صدى كندا-أجرى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب صباح اليوم الاثنين، تناولت التوترات التجارية المتصاعدة بين البلدين، وسط مخاوف من تداعيات اقتصادية قد تؤثر على العمال والشركات على جانبي الحدود. ومن المقرر أن يتحدث الزعيمان مرة أخرى بعد ظهر اليوم، قبل دخول التعريفات الجمركية الجديدة حيز التنفيذ يوم الثلاثاء.
لم تصدر مكاتب ترودو أو البيت الأبيض بيانًا رسميًا حول تفاصيل المكالمة، إلا أن متحدثًا باسم رئيس الوزراء أكد أن النقاش تناول قضايا التجارة والحدود، وأن هناك تواصلًا آخر سيجري لاحقًا اليوم.
وفي سياق متصل، تحدث ترامب أيضًا مع رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، التي أعلنت أنها اتفقت مع الرئيس الأميركي على تأجيل فرض التعريفات الجمركية الأميركية على السلع المكسيكية لمدة شهر، بعد موافقتها على نشر 10,000 جندي من الحرس الوطني المكسيكي على الحدود الأميركية. وأكد البيت الأبيض تأجيل فرض التعريفة الجمركية بنسبة 25% على السلع المكسيكية، بينما أرجأت المكسيك فرض تعريفات انتقامية على المنتجات الأميركية.
تصاعد الضغوط داخل كندا
أثار تأجيل التعريفات الجمركية على المكسيك ردود فعل داخل كندا، حيث طالب زعيم المحافظين، بيير بويليفر، الحكومة بنشر القوات الكندية والمروحيات وفرق المراقبة على الحدود مع الولايات المتحدة لحماية العلاقة التجارية بين البلدين ومعالجة المخاوف الأميركية بشأن تهريب المخدرات والهجرة غير النظامية. كما دعا إلى توظيف 2,000 عنصر إضافي في وكالة خدمات الحدود الكندية لتعزيز الرقابة على الحدود.
وفي خطوة أخرى، اقترح رئيس وزراء ساسكاتشوان، سكوت مو، وضع وكالة خدمات الحدود الكندية تحت قيادة الجيش الكندي، مشيرًا إلى أن ميزانية الوكالة السنوية البالغة 2.6 مليار دولار يمكن إعادة تصنيفها ضمن الإنفاق الدفاعي، مما يساعد كندا على الاقتراب من التزاماتها تجاه حلف الناتو، وهي نقطة انتقدها ترامب مرارًا.
ترامب يضيف ملف البنوك إلى الأزمة
في تطور جديد، انتقد ترامب كندا بدعوى عدم سماحها للبنوك الأميركية بدخول السوق الكندية، واصفًا هذا الأمر بـ”الاستغلال”. وعلى الرغم من أن العديد من البنوك الأميركية لديها عمليات في كندا، فإن القطاع المصرفي الشخصي يظل تحت سيطرة البنوك الكندية الكبرى بسبب القوانين الفيدرالية الصارمة.
وقال ترامب في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن الخلاف التجاري بين البلدين هو أيضًا “حرب على المخدرات”، زاعمًا أن المخدرات تتدفق عبر الحدود الشمالية والجنوبية للولايات المتحدة. ومع ذلك، تشير بيانات الجمارك الأميركية إلى أن معظم المخدرات تدخل البلاد عبر الحدود الجنوبية مع المكسيك، وليس من كندا.
تصعيد تجاري محتمل
يأتي هذا التصعيد بعدما أعلن ترامب يوم السبت فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات الكندية تقريبًا، مع استثناء قطاع الطاقة الذي ستُفرض عليه رسوم بنسبة 10%. وبرر ترامب القرار بأنه يفي بوعوده الانتخابية بمحاسبة الدول التي “تستغل” الولايات المتحدة، مشيرًا إلى العجز التجاري مع كندا، والذي يعزى في الغالب إلى واردات النفط الكندي الرخيص.
وردًا على ذلك، أعلنت الحكومة الكندية عن قائمة سلع أميركية بقيمة 155 مليار دولار ستخضع لتعريفات انتقامية بنسبة 25% إذا لم تتراجع واشنطن عن قرارها. وفي خطاب متلفز مساء السبت، أكد ترودو أن كندا لا ترغب في الصراع لكنها لن تتراجع عن الدفاع عن مصالحها الاقتصادية وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة.
وقال ترودو: “لم نطلب هذا، ولم نكن نريد الوصول إلى هذه المرحلة، لكننا لن نتراجع أبدًا عن حماية الكنديين وشراكتنا القوية مع الولايات المتحدة.”
من المتوقع أن يكون الاجتماع القادم بين ترودو وترامب في الساعة 3 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بينما يستعد ترودو للقاء مجلس العلاقات الكندية-الأميركية لاحقًا اليوم لمناقشة الأزمة التجارية المستجدة.