
صدى كندا- شهد قطاع غزة ليلة دامية جديدة، حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية المكثفة على جنوب القطاع عن مقتل 26 فلسطينيًا على الأقل، بينهم قيادي بارز في حركة حماس، بالإضافة إلى عدة نساء وأطفال.
وجاء ذلك بالتزامن مع توغل القوات الإسرائيلية في مدينة رفح، مما أجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار مجددًا وسط تصاعد القصف الجوي والمدفعي.
ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 50 ألفًا منذ بدء الحرب
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن إجمالي عدد القتلى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس تجاوز 50 ألفًا، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية بعد إنهاء وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي. وكانت الغارات الأخيرة قد استهدفت مناطق متفرقة في جنوب القطاع، من بينها رفح وخان يونس والمواسي.
وقالت مصادر طبية إن المستشفيات الميدانية لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأكدت مستشفيات جنوب غزة استقبال 24 جثة جديدة، معظمهم من النساء والأطفال الذين قتلوا في غارات متفرقة.
إسرائيل تدفع بخطة “المغادرة الطوعية” للفلسطينيين وسط رفض دولي
وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على مقترح لإنشاء مديرية جديدة مكلفة بإدارة “المغادرة الطوعية” للفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك تماشيًا مع خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإعادة إعمار القطاع لصالح “أطراف أخرى”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهيئة الجديدة ستكون مسؤولة عن تنسيق عمليات الترحيل جوًا وبرًا وبحرًا إلى دول أخرى، مؤكدًا أنها ستعمل “وفقًا للقانون الإسرائيلي والدولي”.
إلا أن الفلسطينيين رفضوا الخطة بشكل قاطع، معتبرين أنها تهدف إلى تهجيرهم قسرًا من وطنهم. كما اعتبرت منظمات حقوقية دولية أن هذه السياسة قد ترقى إلى مستوى “التطهير العرقي”، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
الهجوم على رفح: الجيش الإسرائيلي يحاصر تل السلطان ويجبر السكان على الفرار
فرض الجيش الإسرائيلي حصارًا على حي تل السلطان في رفح، وأمر السكان بإخلائه فورًا.
وأظهرت مقاطع مصورة مئات الفلسطينيين يسيرون على طرق ترابية حاملين ما استطاعوا من أمتعتهم، وسط دوي القصف العنيف.
وقال الصحفي مصطفى جابر، الذي كان من بين الفارين، إنهم اضطروا للفرار تحت نيران المدفعية والطائرات المسيرة.
وأضاف: “إنه نزوح تحت النار. الوضع كارثي وهناك جرحى بيننا”.
ومن جهته، قال محمد أبو طه، وهو أحد النازحين، إن العديد من العائلات لم تتمكن من مغادرة تل السلطان بسبب التوغل المفاجئ للقوات الإسرائيلية خلال الليل.
وأضاف أن شقيقته وأفراد عائلتها محاصرون داخل مدرسة لجأوا إليها في رفح.
استهداف قيادات في حماس ومقتل العشرات في غارات جوية
أكدت حركة حماس مقتل صلاح البردويل، عضو مكتبها السياسي، في غارة استهدفت منزله في منطقة المواسي، ما أدى أيضًا إلى مقتل زوجته.
وكان البردويل شخصية بارزة في الجناح السياسي للحركة، وقد أجرى العديد من المقابلات الإعلامية خلال السنوات الماضية.
في الوقت نفسه، استهدفت غارات جوية أخرى منازل مدنيين في خان يونس والمواسي، ما أسفر عن مقتل عدة عائلات بأكملها.
وأكد المستشفى الأوروبي في خان يونس مقتل خمسة أطفال ووالديهم في غارة استهدفت منزلهم، بينما قُتلت عائلة أخرى من أربعة أفراد في غارة منفصلة.
ولا يزال البحث جاريًا عن ناجين تحت الأنقاض، حيث أكد مستشفى ناصر في خان يونس أن طفلين لا يزالان مفقودين بعد قصف منزلهم.
فقدان الاتصال بمسعفين وسط القصف العنيف
أعلنت خدمة الطوارئ التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني فقدان الاتصال بطاقم طبي كان يستجيب للغارات الجوية في رفح.
وقالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر، نيبال فرسخ، إن آخر اتصال بالفريق كان عند الساعة 7:15 صباحًا، وسط مخاوف من سقوط ضحايا في صفوف المسعفين.
إسرائيل تواصل عملياتها وتبرر الهجمات
لم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي بشأن الضربات الأخيرة، لكنه أكد في بيانات سابقة أنه يستهدف فقط “عناصر إرهابية” من حماس، مشددًا على أنه يحاول تجنب سقوط ضحايا مدنيين.
وتُلقي إسرائيل باللوم على حماس في الخسائر البشرية، مدعيةً أن الحركة تتخذ من المناطق السكنية مواقع عسكرية.
كارثة إنسانية مستمرة في غزة
مع استمرار الهجمات الإسرائيلية واتساع نطاق العمليات البرية، تتفاقم معاناة سكان غزة الذين يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وقد اضطر معظم سكان القطاع للنزوح عدة مرات، حيث يعيشون في مخيمات مؤقتة في ظروف قاسية وسط نقص في الغذاء والماء والدواء.
وتبقى الأزمة مستمرة، في انتظار ما ستؤول إليه الأيام القادمة، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر.