غزة -كريمان البحيصي
عندما يكون الصمت هو اللغة الوحيدة التي يفهمها السكان، عندما تتعب الكلمات في وصف الألم والدمار، يجد سكان قطاع غزة نفسهم محاصرين بين ضوضاء القصف وأصوات الصراع، فلا مأوى آمن يبقيهم ولا يومٍ يمر دون تحديات جديدة.
أكثر من نصف مليون نسمة، رجال ونساء وأطفال، اضطروا للجوء إلى مدارس الأونروا، هناك حيث يجدون الأمان بين جدرانها، فهذه الأرواح الشابة ليست مجرد أرقام إحصائية بل أرواح مليئة بالأمل والإصرار، لمدة ثلاثة عشر يومًا متتالية، قلوبهم تنبض بالخوف والقلق.
ومن بين النازحين الذين يعيشون في مدارس الأونروا، نجد عائلة صغيرة تعيش في وضعٍ صعب للغاية، كما حال الجميع هناك، قال محمد الأحمد الذي نزح إلى المدرسة وعائلته المكونة من خمسة أفراد “لا يوجد لدينا مياه نظيفة ولا طعام بالكاد أجد رغيفين نوزعهم علينا”.
وأضاف محمد لـ(صدى كندا) وهو بائع خضراوات في سوق جباليا شمال قطاع غزة، الذي تعرض لقذائف صاروخية ومجازر من الطيران الإسرائيلي “جئنا إلى المدرسة بعد قصف بيتنا فكرناها مكان آمن، وهيهم مش ملاحقين من قذائف الفسفور المحرمة دولياً والشظايا تتطاير علينا عند استهداف أماكن قريبة”.
ويواجه النازحون مأساة بالغة ليس فقط أنهم يفقدون منازلهم وممتلكاتهم وربما عائلاتهم، بل يواجهون أيضًا نقصًا مدمرًا في أساسيات الحياة، توفير الطعام أصبح تحديًا يوميًا، الرفوف الفارغة في المتاجر والمخازن تشهد انعدامًا شبه كاملًا للإمدادات الغذائية.
أما المياه النقية، فهي تصبح شيئًا من الماضي، تنفد مخزونات الخزانات بسرعة، ولا يمكن لمحطات تحلية المياه العمل بشكل منتظم بسبب انقطاع الكهرباء الدائم، هذا يترك السكان والنازحين بدون مصدر قوي للمياه النقية والشرب.
وقالت نجوى حمدان (50) عاماً، “غادرنا منزلنا في شمال غزة بعد تهديد الجيش الإسرائيلي بالإخلاء فوراً، ذهبت إلى الجنوب ولا أعرف أحد هناك نمت في الشارع أنا وأطفالي وكان القصف في كل مكان رغم أن الاحتلال هو من طلب الذهاب للجنوب”.
وأضافت حمدان لـ(صدى كندا) “طلعنا من بيتنا لا أكل ولا شرب ولا لبس رحنا على مدرسة بالجنوب وبسبب اكتفاء العدد ما قدرنا ندخلها، واستقبلونا ناس في بيتهم وتم قصف البيت بعد تحذيرنا بالصواريخ، رجعت أنا وأولادي على المدارس”.
وناشدت حمدان المجتمع الدولي وكل الجهات المختصة والدول العربية، بالعمل على وقف إطلاق النار، “غزة انمسحت، بنتعرض للإبادة الجماعية ما ضل مكان في غزة إلا اتدمر والعرب بيتفرجوا كل دقيقة شهيد ارحمونا تعبنا”.
وفي ذات السياق، أشار المستشار الإعلامي للأونروا بغزة، إلى أن “لا يوجد أحد آمن في القطاع، بما في ذلك مكتب المفوض العام للأونروا، فالواقع يشير أن كل شخص معرض للقصف أينما كان”.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني “لم يُسمح بدخول قطرة ماء ولا حبة قمح ولا لتر وقود إلى قطاع غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي، غزة تختنق ويبدو أن العالم قد فقد إنسانيته الآن، فإذا نظرنا إلى مسألة المياه نعلم جميعاً أنها الحياة فإن المياه تنفذ وتنضب الحياة في غزة”.
وذكرت وزارة الداخلية بغزة، وجود شهداء وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي بجوار مدرسة أحمد عبد العزيز قرب نادي خدمات خانيونس جنوبي القطاع، والتي تأوي نازحين.
روابط ذات صلة: شاهد| منع الأجانب المقيمين بغزة من العبور من معبر رفح البري
روابط ذات صلة: شاهد| مئات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مستشفى بغزة