سوق الإيجارات الساخنة يجعل البحث “مرهقًا” للكثيرين

أثناء رحلتهما الطويلة في البحث عن منزل للإيجار في كالجاري، واجهت ماريسا جيسينجر وصديقها تحديات لا تحصى ولا تعدّ. من القوائم المزدحمة بالطلبات والأسعار المرتفعة، إلى تلك الصعوبة الإضافية في إيجاد من يرحب بأفراد عائلتهما الفروية، الكلاب كادو وروسكو، وقطتهم جيستر.

وفيما يتعلق بتجربتهم، قال جيسينجر، الذي يدرس في جامعة ماونت رويال ويبلغ من العمر 23 عامًا: “اتخذنا قرارًا صعبًا مؤخرًا بإيجاد مأوى مؤقت لكلابنا مع شخص آخر، حتى نتمكن من البحث عن مكان بأسعار معقولة يمكننا أن نأخذهما معنا”.

وأضاف: “كان الأمر بالتأكيد مرهقًا لنا”.

في سوق الإيجار التنافسي الذي واجهه جيسينجر في كالجاري، تتضافر عدة عوامل متعددة، فعلى سبيل المثال، ارتفاع أسعار الفائدة يعرقل الراغبين في الشراء ويزيد من الطلب على الإيجارات. بالإضافة إلى ذلك، يعاني المستأجرون من تأثير التضخم العالي الذي يضغط على ميزانياتهم. هناك أيضًا نقص في وحدات الإيجار المتاحة بسبب الطلب الكبير عليها وعدم مواكبة العرض للاحتياجات. ولا يمكن تجاهل الدور الملحوظ للنمو السكاني في زيادة الطلب على الإيجارات في هذا السوق.

وقد تركت هذه الظروف المستأجرين المحتملين يشعرون بالإحباط أكثر من المعتاد بسبب الإيجارات المرتفعة للغاية، وجنون الاهتمام الذي يحيط بأي قائمة بأسعار معقولة وسلسلة المطالب التي يمكن لأصحاب العقارات تقديمها عندما يكون الكثير من الناس مهتمين بمنازلهم.

ويصفها جياكومو لاداس، مدير الاتصالات في Rentals.ca، بأنها “عاصفة مثالية تقريبًا” – ومن غير المرجح أن تهدأ في أي وقت قريب.

وأضاف: “ما يفعله هذا هو خلق عبء كبير على سوق الإسكان المستأجر، على الرغم من أننا خرجنا من موسم الإيجار الصيفي (المزدحم)، إلا أن هناك طلبًا كبيرًا لدرجة أن (هذه الظروف) ستستمر على هذا النحو حتى الخريف والشتاء”، على حد تعبيره.

وتظهر البيانات التي جمعتها منظمته وشركة الأبحاث Urbanation.ca أن متوسط الإيجارات المطلوبة للوحدات المدرجة حديثًا في كندا ارتفع بنسبة 1.8 في المائة بين يوليو وأغسطس و9.6 في المائة عن العام السابق ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 2117 دولارًا في الشهر الماضي.

وبين مايو وأغسطس، ارتفعت الإيجارات المطلوبة في كندا بنسبة 5.1 في المائة أو بمتوسط 103 دولارات شهرياً.

عندما استاجر جيسينجر وحدة سكنية في الطابق السفلي تتكون من غرفتي نوم لها ولزميلتها في الغرفة قبل بضع سنوات، كان يدفع مبلغ 1000 دولار شهريًا. ومع ذلك، تجد الآن بانتظام وحدات سكنية “صغيرة جدًا” تتألف من غرفة نوم واحدة تكلف 1350 دولارًا شهريًا.

وقال جيسينجر: “إذا كنت تريد جناحًا في الطابق السفلي أو شقة، فأنت تبحث عن 1200 دولار كحد أدنى، ولا يشمل ذلك أي مرافق أو أي شيء من هذا القبيل ما لم تكن قائمة نادرة جدًا”.

وتظهر بيانات Rentals.ca أن العقارات المكونة من غرفة نوم واحدة المدرجة حديثًا في كالجاري يبلغ متوسط سعرها 1728 دولارًا شهريًا في أغسطس، بزيادة 21.6 في المائة عن العام السابق. وارتفعت أسعار المنازل المكونة من غرفتي نوم بنسبة 17.4 في المائة لتصل إلى 2150 دولاراً خلال نفس الفترة.

والصورة في فانكوفر وتورونتو أكثر قتامة بكثير. وجدت Rentals.ca أن المدن لديها أعلى الإيجارات في البلاد.

وبلغ متوسط العقارات المكونة من غرفة نوم واحدة المدرجة حديثا في فانكوفر 2988 دولارا في أغسطس، بزيادة 13.1 في المائة عن العام السابق، في حين بلغ متوسط الوحدات المكونة من غرفتي نوم 3879 دولارا، أي بزيادة قدرها 10 في المائة تقريبا على أساس سنوي.

وبلغ متوسط المنازل المكونة من غرفة نوم واحدة المدرجة حديثا في تورونتو 2620 دولارا في أغسطس، بزيادة 11 في المائة تقريبا عن العام السابق، في حين ارتفعت العقارات المكونة من غرفتي نوم بنسبة 7.1 في المائة خلال نفس الإطار الزمني إلى 3413 دولارا.

مثل هذه الأرقام هي التي أقنعت كانيشكا بنجابي بالتخلي عن آمالها في الانتقال على المدى القريب.

وقالت: “قبل يومين، تخليت عن بحثي لأن سوق الإيجار سيء للغاية”.

بنجابي كانت موظفة علاقات عامة تعيش في ميسيساجا، أونتاريو، لكنها شعرت أن الوقت قد حان للعثور على منزل في وسط المدينة أو وسط مدينة تورونتو، بالقرب من مكان عملها.

ومع ذلك، فإن القليل من المنازل المكونة من غرفتي نوم التي رصدتها خلال بحثها الذي دام شهرين، كانت ضمن ميزانيتها البالغة 2800 دولار.

وعلى سبيل المثال، حصلت إحدى الشقق التي أعجبتها عند تقاطع شارعي Yonge وEglinton على 25 عرضًا خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوع.

وقالت بنجابي: “لقد أرسل بعض الأشخاص عرضهم دون النظر إلى الشقة أيضًا لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى وحدات للإيجار”.

وأشارت: “ليس هناك ما يكفي.”

وتوقعت شركة كندا للرهن العقاري والإسكان أن البلاد تحتاج إلى بناء 3.5 مليون منزل إضافي يتجاوز ما هو مخطط له قبل أن يصل السوق إلى ما يشبه القدرة على تحمل التكاليف.

كما حسبت أن الوتيرة السنوية لبدء بناء المساكن – عندما يبدأ بناء المنزل – انخفضت بنسبة 1 في المائة في أغسطس إلى 252.787 وحدة مقارنة بـ 255.232