
صدى كندا- أعلنت رئيسة وزراء ألبرتا، دانييل سميث، تشكيل “لجنة صفقة عادلة ثانية” لاستطلاع رأي سكان ألبرتا بشأن كيفية الرد إذا تم تجاهل مطالبها من قبل الحكومة الفيدرالية.
وجاء هذا الإعلان بعد يوم واحد من تحذيرها من أزمة وحدة وطنية، حيث أكدت أن مقاطعتها لن تبقى صامتة إذا استمرت أوتاوا في فرض سياسات، ترى أنها تضر بقطاع النفط والغاز.
وأوضحت سميث أنها تريد “إجراءات ملموسة” لمعالجة هذه المطالب في غضون أشهر من الانتخابات الفيدرالية المقبلة.
مطالب واضحة وصدام سياسي متجدد
نشرت سميث قائمتها للمطالب على وسائل التواصل الاجتماعي عقب اجتماعها مع رئيس الوزراء مارك كارني في إدمونتون. وتشمل مطالبها:
إلغاء سقف الانبعاثات المقترح، الذي ترى أنه يهدد اقتصاد ألبرتا.
ضمانات لبناء خطوط أنابيب جديدة في كل الاتجاهات.
إلغاء حظر البلاستيك أحادي الاستخدام، حيث علّقت بلهجة ساخرة: “حتى نتمكن من استخدام المصاصات مجددًا”.
التراجع عن أهداف صافي الانبعاثات الصفرية للكهرباء والمركبات.
إلغاء قانون الغسيل الأخضر في كندا.
وأكدت سميث أن مطالبها ليست متطرفة، مضيفة: “إذا كانت حكومة كارني الليبرالية مختلفة عن حكومة ترودو، كما يقول، فعليه إثبات ذلك بأفعال لا أقوال”.
“رسائل متضاربة من أوتاوا”
أشارت سميث إلى تناقضات في مواقف الحكومة الفيدرالية، قائلة إن كارني ألمح خلال اجتماعهما إلى احتمال إلغاء سقف الانبعاثات، بينما أكد وزير البيئة تيري دوجويد في مقابلة صحفية حديثة أن الحد الأقصى “ماضٍ قدمًا”.
ودعت رئيس الوزراء إلى تقديم موقف واضح قبل الانتخابات، مؤكدة أن سكان ألبرتا والكنديين بحاجة إلى معرفة الوعود الحقيقية.
معركة قديمة تتجدد
لجنة الصفقة العادلة الأولى، التي أنشأها رئيس الوزراء السابق جيسون كيني عام 2019، كانت تهدف إلى إيجاد وسائل تمنح ألبرتا نفوذًا ضد أوتاوا، لكنها لم تحقق نتائج ملموسة.
أما اللجنة الجديدة، فلم تحدد سميث بعد تفاصيل عملها، لكنها أكدت التزامها بمبدأ “الديمقراطية المباشرة”، قائلة: “أشعر دائمًا أن القرارات المهمة يجب أن تُطرح على استفتاء سكان ألبرتا”.
انتقادات ومعارضة
زعيمة الحزب الوطني الديمقراطي، ناهيد نينشي، انتقدت تحركات سميث، قائلة إنها “تخاطر بمصير سكان ألبرتا لمجرد استعراض سياسي”، في وقت يواجه فيه العديد منهم تحديات اقتصادية صعبة. وأضافت: “هذا استعراض طفولي، ولن يحقق ما تحتاجه ألبرتا حقًا”.
ما القادم؟
يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى استعداد سميث لاتخاذ خطوات جذرية إذا لم تستجب أوتاوا لمطالبها. وبينما تنتظر ألبرتا الانتخابات الفيدرالية، يبدو أن المواجهة بين المقاطعة والحكومة الفيدرالية ستزداد حدة، مع احتمال أن يلعب سكان ألبرتا دورًا حاسمًا في تحديد مستقبل العلاقة بين الجانبين.