صدى كندا – شهدت كندا خلال الفترة الماضية ارتفاع تعاطي المخدرات بين الطلاب الوافدين والمهاجرين الي كندا ، وخاصة بعد سماح السلطات الكندية منذ عام ٢٠١٨ بتعاطي مخدر الحشيش لغير الأغراط العلاجية وهو ما تسبب في ارتفاع نسبة الوفيات بنسبة ٦٠٠ في المائة عام ٢٠٢٣ نتيجة تناول المخدرات عن عام ٢٠١٨ قبل السماح بتناول مخدر الحشيش واعتبار المخدر مجرم قبل ذلك التاريخ وهو ما تسبب في حدوث أزمات داخلية
وهنا نرصد احدي الحالات التي لم يكن قد مضى على وصولها إلى كندا 17 يوما عندما بدأ علي، الطالب الأجنبي القادم من تركيا، بتعاطي حقن الكريستال ميث أو الميثامفيتامين، وهو أخطر أنواع المخدرات.
يقول علي: ’’لقد كنت وحيدا، تراودني فكرة الانتحار‘‘.
يضيف الشاب ابن الثلاثة والعشرين عاما الذي يتماثل اليوم للشفاء من الإدمان، بأنه كان يستخدم حقن الكريستال ميث بشكل متقطع منذ وصوله إلى مدينة ساسكاتون في مقاطعة ساسكاتشوان عام 2022.
ويأسف هذا الشاب لعدم توفر خدمات الصحة العقلية والرعاية الصحية بلغته وثقافته.
بدوره مرّ اللاجىء السوري رضا الذي يعيش أيضا في ساسكاتون بتجربة مماثلة. يبلغ رضا 32 عاما ويشغل عدة وظائف سعيا لإرسال الأموال إلى عائلته في الخارج.
يشرح رضا الصعوبة التي يواجهها لإيجاد عمل في المدينة الكندية، ويضيف قائلا: ’’أنا لا أتحدث الانجليزية جيدا ولا أعرف الكثير من الناس…إن العزلة الاجتماعية هنا لعنة مستمرة‘‘. وقد وجد هذا الشاب في تعاطي المخدرات ’’وسيلة جيدة لنسيان مشاكله‘‘، على حد تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أنه سجلت في مقاطعة ساسكاتشوان في وسط الغرب الكندي العام الماضي 484 حالة وفاة مؤكدة أو مشتبه بها بعد تعاطي جرعة زائدة من المخدرات.
يرأس أنطوني أولوسولا الإدارة التنفيذية في مؤسسة ’’ Truly Alive Youth and Family Foundation‘‘، وهي منظمة تخدم السكان الأصليين والمهاجرين والمجتمعات المتنوعة الأخرى في ساسكاتون.
يذكر أولوسولا أن المنظمة شهدت ’’زيادة ملحوظة‘‘ في تعاطي المخدرات بين الوافدين الجدد، بما في ذلك الطلاب الأجانب.
يتجاوز عدد كبير منهم سن الثانية والعشرين، يتابع المتحدث، فيتعذر عليهم الالتحاق بالمدرسة الثانوية. كذلك فإن دراساتهم السابقة لا يتم الاعتراف بها في كندا في بعض الأحيان، أضف إلى ذلك أن الكثير منهم لديهم مستوى منخفض في اللغة الإنجليزية.
هذا ويشير سلطان علي السادات إلى وصمة العار المتعلقة بمشاكل الصحة النفسية والعقلية في العديد من الثقافات. ’’من هنا وجوب إيجاد رعاية تتكيف مع ثقافة الوافدين الجدد‘‘.
يخلص سلطان علي السادات إلى القول: ’’يجب أن نركز على الوقاية أكثر من رد الفعل. يجب أن يشعر الناس ليس أنهم قادرون على العمل في المجتمع الكندي فحسب، ولكن أيضا أنهم ينتمون إليه، حتى لا يتلاشى حلمهم بالعيش هنا‘‘.
وقد جرى الأستاذ المساعد في كلية التمريض في جامعة ساسكاتشوان جيفري ماينا، أبحاثا متعلقة بتعاطي المخدرات في صفوف بين الوافدين الجدد عام 2021. ووفقا له، فإن هناك ثلاثة عوامل تساهم في زيادة خطر تعاطي المخدرات.
العامل الأول هو الضغوط المرتبطة بالهجرة إلى كندا، والعامل الثاني هو الصعوبات المرتبطة بالاستقرار، مثل العنصرية والصدمة الثقافية وعدم الاعتراف بالشهادات والعامل الثالث هو توافر المخدرات.
يأسف الأستاذ الكندي لعدم وجود بيانات حول هذه الظاهرة، حيث لا تقوم هيئة الإحصاء الكندية ولا الشرطة الكندية ولا مكتب الطب الشرعي أو السلطات الصحية في ساسكاتشوان بجمع البيانات على أساس العرق فيما يتعلق بالمخدرات.
يقول جيفري ماينا: ’’لا نعرف حجم المشكلة، ولكنني أقول إنها قد تكون أكبر مما نعتقد‘‘.