
صدى كنداـ وصل رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إلى أوروبا في زيارة تستغرق خمسة أيام تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وإبراز دور كندا في تنظيم الذكاء الاصطناعي. ويقضي ترودو معظم رحلته في باريس، حيث يحضر قمة عمل الذكاء الاصطناعي، وهي ثالث قمة عالمية كبرى تركز على هذا المجال سريع النمو.
لقاء مع قادة الاتحاد الأوروبي
بعد مشاركته في القمة، يتوجه ترودو إلى بروكسل لحضور اجتماع مع زعماء الاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا اللقاء في وقت حساس، إذ أوقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مؤقتًا الرسوم الجمركية التي هدد بفرضها على الواردات الكندية، بينما يلوّح باتخاذ إجراءات مماثلة ضد أوروبا.
التنسيق لمواجهة التحديات التجارية
يرى الخبراء أن كندا تسعى إلى تنسيق موقفها مع الاتحاد الأوروبي في ظل التهديدات التجارية الأميركية. وقال أخيم هورلمان، الباحث في سياسات الاتحاد الأوروبي بجامعة كارلتون، إن تعليق الرسوم الجمركية على كندا منحها “هدنة قصيرة”، بينما تواجه أوروبا تهديدات مماثلة من واشنطن، مما يجعل من المنطقي أن يعمل الطرفان على تنسيق ردودهما.
قبل أسبوع، وقع ترامب قرارًا بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات المكسيكية والكندية، إلى جانب رسوم بنسبة 10% على صادرات الطاقة الكندية. ولكن بعد مكالمتين هاتفيتين مع ترودو، قرر ترامب تعليق هذه الإجراءات حتى الرابع من مارس، مشيرًا إلى أنه يريد اختبار إمكانية التوصل إلى “اتفاق اقتصادي نهائي” مع كندا.
اهتمام أوروبي بموارد كندا
في الوقت الذي يبحث فيه القادة الكنديون والأوروبيون سبل تعزيز التجارة، قد يطلب المسؤولون في الاتحاد الأوروبي من ترودو توضيح كيفية نجاحه في إقناع ترامب بتأجيل الرسوم الجمركية.
وأشار هورلمان إلى أن “ملف التعريفات الجمركية أعاد إحياء النقاش في كندا حول ضرورة تنويع الشراكات التجارية”، لافتًا إلى أن أوروبا كانت دائمًا خيارًا مطروحًا لزيادة الصادرات الكندية، خاصة في قطاع المواد الخام الاستراتيجية التي تهم الأسواق الأوروبية.
علاقات قائمة وإمكانات غير مستغلة
ترتبط كندا والاتحاد الأوروبي بعلاقات وثيقة من خلال اتفاقيتين رئيسيتين: اتفاقية التجارة الاقتصادية والتجارية الشاملة، واتفاقية الشراكة الاستراتيجية. وقالت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، إن اتفاقية التجارة مع أوروبا “مهمة للغاية وتشكل جزءًا من رؤية كندا لتنويع أسواقها”.
ورغم ذلك، يرى هورلمان أن الطرفين لم يستغلا بعد إمكانات التعاون بشكل كامل، مضيفًا أن “الاقتصاد الكندي يركز بشدة على الولايات المتحدة، بينما تعد كندا سوقًا صغيرة وبعيدة نسبيًا بالنسبة لأوروبا”. لكنه أشار إلى أن الزيارة الحالية قد تشكل دفعة نحو تطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
الذكاء الاصطناعي على جدول الأعمال
إلى جانب القضايا التجارية، يُتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي ضمن المواضيع المطروحة في محادثات ترودو مع ممثلي الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ويرى الخبراء أن كندا تسعى إلى لعب دور قيادي في وضع أطر تنظيمية لهذا المجال، وهو ما يجعل من تعزيز التعاون مع الشركاء الأوروبيين أولوية على أجندة الزيارة.