صدى كندا -طغت الأزمة المتفاقمة مع الولايات المتحدة على أول مناظرة انتخابية كندية جرت مساء الأربعاء، حيث تبادل رئيس الوزراء مارك كارني وزعيم المحافظين بيير بولييفر الاتهامات حول سبل التعامل مع تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
المناظرة، التي تأتي قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الفيدرالية المقررة في 28 أبريل، شهدت لحظات ساخنة بين المرشحين، خاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية والعلاقات الثنائية مع واشنطن. وقد تعهد كارني، الذي تولى المنصب مطلع العام الجاري خلفًا لجاستن ترودو، بحماية الاقتصاد الكندي من الضغوط الأمريكية، مؤكدًا أن بلاده “لن ترضخ لسياسة التهديدات والتعريفات”.
وقال كارني: “هذه لحظة فارقة في تاريخنا. لن نسمح بأن تُملَى علينا قراراتنا من أي قوة خارجية، حتى لو كانت أقرب حلفائنا”، في إشارة إلى إعلان إدارة ترامب فرض تعريفات جمركية جديدة بنسبة 25% على الصادرات الكندية، وطرحها فكرة “اندماج اقتصادي أمريكي–كندي”.
من جانبه، استغل بولييفر المنصة لتوجيه انتقادات حادة إلى كارني، واصفًا إياه بـ”الوجه الجديد لسياسات ترودو الفاشلة”. وقال إن الليبراليين “أضعفوا موقف كندا على الساحة الدولية، وأفشلوا في التصدي للتضخم وأزمة الإسكان”، متعهدًا بـ”إعادة الاحترام لقوة كندا في مواجهة الخارج”.
ورغم محاولاته التملص من إرث ترودو، بدا كارني حازمًا في رسم ملامح قيادته الخاصة، مشيرًا إلى خبرته الاقتصادية كحاكم سابق لبنك إنجلترا وكندا، وقدرته على توجيه البلاد في ظل ما وصفه بـ”أقسى اختبار اقتصادي منذ عقود”.
وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تقدم الحزب الليبرالي بفارق 8 نقاط مئوية على المحافظين، بعد أن كان متأخرًا بفارق كبير في بداية العام. ويُعزى هذا التقدم إلى موجة تأييد شعبي لحكومة كارني في مواجهة ما يُنظر إليه كتصعيد غير مسبوق من جانب إدارة ترامب.
في سياق متصل، حذر محافظ بنك كندا، تيف ماكليم، من أن استمرار التصعيد التجاري مع واشنطن قد يؤدي إلى “ركود اقتصادي حاد” في كندا، واصفًا الوضع بأنه “أزمة تحدث مرة في القرن”.
وبينما تتجه الأنظار إلى صناديق الاقتراع، تبدو معركة الانتخابات هذه المرة أشبه باستفتاء على قدرة الزعامة الكندية في الصمود أمام الضغوط الأمريكية، وسط تحولات إقليمية ودولية كبرى تعيد رسم ملامح السياسة في أمريكا الشمالية.
