صدى كندا – أوتاوا
حذّرت الهند الطلاب الذين يعتزمون السفر إلى كندا من خطر الأمن، وذلك بعد تأكيدات سابقة من مسؤولين كنديين بشأن سلامتهم. وأشار خبراء في الدبلوماسية والاستخبارات إلى أن الخلاف الدبلوماسي الطويل المستمر بين الهند وكندا قد بدأ للتو.
ويرتبط الخلاف بقضايا البناء والشفافية، ويطالب بإجراء تقييم شامل لكيفية تعامل كندا مع التدخل الأجنبي
وفي هذا السياق، أكدت جيسيكا ديفيس، خبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، على ضرورة تعزيز الأمان الداخلي لكندا.
واندلعت التوترات بشكل أكبر بعد إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن أجهزة المخابرات الكندية تحقق في “صلة محتملة” بين الحكومة الهندية ووفاة زعيم السيخ هارديب سينغ نيجار في كولومبيا البريطانية.
وتصف الهند هذه الادعاءات بأنها “سخيفة وذات دوافع”، مما دفع ترودو إلى حث الهند على أن تتعاون مع تحقيق الشرطة. وفي رد فعل متبادل، تم طرد دبلوماسي كندي من الهند، وردت كندا بالمثل.
وحذرت الهند مواطنيها من السفر إلى كندا بسبب “الأنشطة المناهضة للهند وجرائم الكراهية والعنف الإجرامي المتغاضي عنها سياسيا في كندا”. وتنصح الهند بضرورة “توخي أقصى درجات الحذر” في ظل تدهور البيئة الأمنية في كندا.
ويعتبر الطلاب الهنود أحد أهم مصادر الطلاب الأجانب لمؤسسات التعليم العالي في كندا، وتعتمد الجامعات الكندية بشكل كبير على مدفوعات الرسوم الدراسية لتمويل تكاليف الطلاب المحليين.
تأتي هذه التطورات بعد تصريحات سابقة من المفوض السامي الهندي لدى كندا بأنه ليس لديه مخاوف كبيرة بشأن طلاب بلاده في كندا، باستثناء حالات الاحتيال.
وأشار في ذلك الوقت إلى قلقه الوحيد بشأن السلامة، وهو استغلال الطلاب العاملين في كندا. وأعرب عن رغبته في التعاون مع الحكومة الكندية لتقوية النظام وتجنب المخاطر.
من جهته، نفى وزير الهجرة مارك ميلر هذه المزاعم وأكد أن كندا تظل آمنة وواحدة من أكثر الدول أمانًا في العالم. وأشار إلى أهمية الحفاظ على الهدوء في البلاد.
ومع ذلك، يعتقد بعض المحللين أن هناك توترًا دبلوماسيًا بين كندا والهند قد بدأ يظهر، ومن غير الواضح كيف ستتطور الأمور مع استمرار التحقيق في وفاة نيجار.
ويُشير رولاند باريس، رئيس كلية الدراسات العليا للشؤون الدولية بجامعة أوتاوا، إلى تصاعد التوترات الدبلوماسية بين كندا والهند.
ويُتابع، استمرار التحقيق في وفاة نيجار علامات تدل على أن الفتور بين البلدين قد بدأ. وبالرغم من تأكيد الحكومة الهندية على براءتها، إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه التوترات ستتصاعد أو تخف.
ويقول باريس إن العلاقات بين الهند وكندا تُعتبر عادةً ودية، ولكن التوترات الحالية تشكل تحديًا جديدًا.
ويعتبر أن الحكومة الكندية يمكن أن تتخذ إجراءات مماثلة إذا استمر التصاعد، مشيرًا إلى أهمية التعامل مع التدخل الأجنبي بشكل جاد وشفاف للمحافظة على الأمان الوطني والعلاقات الدولية.
News from © The Canadian Press, 2023. All rights reserved. This material may not be published, broadcast, rewritten o