
صدى كندا- في حادث مأساوي وصف بأنه “أحلك يوم في تاريخ المدينة”، قُتل 11 شخصًا وأصيب العشرات بجروح متفاوتة مساء السبت، بعدما اقتحم رجل بسيارته حشدًا من الناس خلال مهرجان “لابو لابو” الثقافي الفلبيني في شرق فانكوفر.
وأفادت إدارة شرطة فانكوفر (VPD) أن الحادث وقع بعد الساعة الثامنة مساءً بقليل، بالقرب من تقاطع شارع 43 الشرقي وشارع فريزر، حيث استجابت أطقم طوارئ متعددة بسرعة إلى الموقع.
وأكد الرئيس المؤقت لشرطة فانكوفر، ستيف راي، أن المشتبه به، وهو رجل يبلغ من العمر 30 عامًا من سكان المدينة، قيد الاحتجاز. وأوضح راي أن الرجل لديه “تاريخ طويل من التفاعلات مع الشرطة وأخصائيي الصحة النفسية”، مضيفًا أن دوافع الحادث لا تزال قيد التحقيق.
وقال راي، خلال مؤتمر صحفي صباح الأحد: “الليلة الماضية، اجتمع الآلاف من أفراد المجتمع الفلبيني للاحتفال بتراثهم، لكن تصرف شخص واحد دمّر هذا الاحتفال وأثر على حياة الكثيرين إلى الأبد.”
وأظهرت شهادات شهود العيان أن السيارة، وهي من طراز أودي SUV سوداء، اندفعت بسرعة قدّرت بـ90 كيلومترًا في الساعة داخل الحشود، مما أسفر عن مشاهد مروعة من الإصابات والدمار. وأفاد بعض الشهود بأن السائق حاول الهرب سيرًا على الأقدام عقب الحادث، إلا أن عددًا من الأشخاص تمكنوا من الإمساك به حتى وصول الشرطة.
وقالت أبيجيل، إحدى الشاهدات، لـ1130 NewsRadio: “كان كل شيء فوضويًا. رأيت أشخاصًا مطروحين على الأرض، بعضهم بلا حراك. رأيت طفلًا صغيرًا يسحب على نقالة، وكان المشهد مفجعًا.”
في السياق نفسه، عبر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عن “صدمته وحزنه العميق”، معلنًا تعليق حملته الانتخابية مؤقتًا للتوجه إلى فانكوفر للقاء رئيس وزراء كولومبيا البريطانية ديفيد إيبي وعمدة المدينة كين سيم.
وكتب كارني عبر حسابه الرسمي: “أتقدم بأحر التعازي لأسر الضحايا ولجميع من تأثروا بهذه المأساة. الكنديون جميعًا يشاركونكم الحزن.”
وأكدت شرطة فانكوفر أن التحقيق جارٍ لمعرفة كيفية وصول السائق إلى منطقة كانت مغلقة أمام حركة السيارات بسبب المهرجان، مشيرة إلى أن جميع الفعاليات في المدينة تخضع عادةً لمراجعة أمنية دقيقة بمشاركة كافة الجهات المعنية.
من جانبه، قال عضو مجلس مدينة فانكوفر بيت فراي إن المعلومات الأولية تشير إلى أن السائق “اقتحم الحشد عمدًا”، معتبرًا أن ما حدث “أمر فظيع وغير مسبوق” في المدينة.
وقد تسببت المأساة في ضغط كبير على خدمات الطوارئ، مما أدى إلى بعض التأخيرات في الاستجابة للحالات الطارئة الأخرى عبر البر الرئيسي السفلي.
ويحظى مهرجان لابو لابو، الذي سُمي على اسم بطل فلبيني قاوم الاستعمار الإسباني في القرن السادس عشر، بشعبية واسعة بين الجالية الفلبينية والكنديين على حد سواء، مما زاد من حجم الصدمة التي أصابت المجتمع.
وأكد المسؤولون أن الدعم النفسي والاجتماعي سيتوفر للضحايا وعائلاتهم خلال الأيام القادمة، في حين تعهدت شرطة فانكوفر بمواصلة التحقيق لكشف جميع تفاصيل الحادث.