
صدى كندا- تصاعدت موجة الاحتجاجات ضد شركة تسلا في كندا، حيث انضم متظاهرون في عدة مدن إلى حملة “Tesla Takedown” العالمية، التي تستهدف الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، بسبب تدخله في السياسة وعلاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل حرب تجارية مشتعلة بين كندا والولايات المتحدة، والتي تفاقمت مع فرض ترامب رسوماً جمركية مرتفعة على السلع الكندية، بالإضافة إلى تصريحات مثيرة للجدل حول مستقبل كندا كولاية أمريكية محتملة.
احتجاجات غاضبة ورسائل حادة
في مدينة ساري، كولومبيا البريطانية، تجمّع نحو عشرين متظاهراً أمام أحد وكلاء تسلا يوم الأحد، حاملين لافتات كُتب عليها شعارات مثل “المرفقين لأعلى” و”ذهب إيلون”.
وقالت جين غانيون، إحدى منظمي الاحتجاج والمواطنة الكندية-الأمريكية المزدوجة، إنها تشعر بأن السياسة الأمريكية أصبحت “كمن يشاهد منزله يحترق”، وهو ما دفعها لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد تأثير ماسك المتزايد على الحكومات.
ومن جانبه، حضر الأستاذ الجامعي خوان ألبيرين الاحتجاج مع ابنه البالغ من العمر 12 عامًا، معبراً عن قلقه من تآكل الديمقراطية في ظل سيطرة “الأوليغارشية التكنولوجية” على منصات التواصل الاجتماعي والصحافة.
وقال: “نحن نرى أن الصحافة مملوكة لأصحاب المليارات، ووسائل التواصل الاجتماعي التي نستخدمها مملوكة لنفس المليارديرات… ما يحدث في الولايات المتحدة هو مجرد نسخة أكثر وضوحًا مما يحدث في كندا”.
ماسك تحت المجهر
واجه ماسك انتقادات واسعة بسبب إدارته لمنصة X، حيث تتهمه منظمات حقوقية بالسماح بانتشار خطاب الكراهية والمحتوى المتطرف. كما أثار استياء الكنديين بتصريحاته الساخرة حول سيادة كندا، ووصف رئيس وزرائها بأنه مجرد “حاكم”، في إشارة إلى أنها ليست دولة مستقلة بالكامل.
بالإضافة إلى ذلك، يواصل ماسك تقديم المشورة لإدارة ترامب من خلال وزارة كفاءة الحكومة، التي أنشأها ترامب حديثًا، مما زاد من مخاوف الكنديين بشأن تأثيره في السياسة الأمريكية وتداعيات ذلك على بلدهم.
توسع الاحتجاجات وتصعيد المقاطعة
لم تقتصر الاحتجاجات على فانكوفر، بل امتدت إلى مدن أخرى مثل أوتاوا، مع توقع تنظيم مظاهرات إضافية في كيتشنر، أونتاريو، خلال الأسابيع المقبلة. يتم تنسيق هذه الفعاليات عبر موقع Action Network، الذي يروج للقضايا التقدمية، حيث يظهر عشرات الاحتجاجات المخطط لها في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا حتى أوائل أبريل.
تأتي هذه التحركات بالتزامن مع قرارات حكومية للحد من دعم منتجات تسلا. فقد أعلنت شركة BC Hydro، المملوكة لحكومة كولومبيا البريطانية، أنها ستزيل سيارات تسلا من برنامج خصم السيارات الكهربائية، كجزء من سياسة تهدف إلى إعطاء الأولوية للمنتجات الكندية وسط التوترات التجارية مع واشنطن.
هجمات وعمليات تخريب تستهدف تسلا
يبدو أن الغضب ضد تسلا وماسك لا يقتصر على الاحتجاجات السلمية، إذ شهدت الولايات المتحدة حوادث عنف مرتبطة بالمقاطعة. ففي ولاية أوريغون، تعرّض أحد وكلاء تسلا لإطلاق نار، بينما دُمّرت أربع شاحنات Cybertrucks في حريق في سياتل، رغم أن التحقيقات لم تؤكد بعد ما إذا كان الحادث متعمدًا.
إلى أين تتجه الأزمة؟
مع استمرار الاحتجاجات والمقاطعة المتزايدة لمنتجات تسلا، يجد ماسك نفسه في مواجهة تحديات جديدة في كندا، حيث تتصاعد الدعوات لمقاومة نفوذ المليارديرات على الديمقراطية، ورفض التدخل الأجنبي في السيادة الوطنية. في ظل هذا المناخ المشحون.