صدى كندا- قالت الحكومة الأوكرانية إنها مستعدة لتوقيع اتفاق طال انتظاره مع الولايات المتحدة بشأن الموارد المعدنية، في خطوة قد تساعد كييف على تأمين مساعدات عسكرية أمريكية مستقبلية، وفقًا لما أفاد به مصدر في مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وأشار المصدر، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لصحيفة The Globe and Mail، إلى أن الاتفاق، الذي كان محل نقاش مطول بين الجانبين، قد يُوقّع في أقرب وقت يوم الأربعاء. وتزامن ذلك مع زيارة وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، إلى واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة.
وذكرت صحيفة Kyiv Independent أن الاتفاق المحتمل سيمنح الولايات المتحدة حصة 50 في المائة من أرباح أوكرانيا المستقبلية من إنتاج المعادن الأرضية النادرة، وذلك كوسيلة لتمويل المساعدات العسكرية الأمريكية مستقبلاً، دون أن يشمل الأمر تغطية للمساعدات التي قدمت في السابق.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اقترح سابقًا اتفاقًا يمنح الولايات المتحدة وصولاً إلى معادن نادرة بقيمة 500 مليار دولار أمريكي، مقابل ما قال إنه دعم عسكري سابق بقيمة 350 مليار دولار — وهو رقم غير دقيق، حيث تظهر بيانات الحكومة الأمريكية أن القيمة الحقيقية للمساعدات تبلغ نحو 183 مليار دولار.
وانهارت تلك الصفقة بعد اجتماع متوتر بين ترامب وزيلينسكي في 28 فبراير بالمكتب البيضاوي، ألقى خلاله ترامب باللوم على نظيره الأوكراني في تصعيد الصراع مع روسيا. غير أن لقاءً لاحقًا وأكثر هدوءًا جمع الزعيمين في روما على هامش جنازة البابا فرانسيس، حيث خفف ترامب من لهجته تجاه كييف ووجه انتقادات أكثر وضوحًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال أولكسندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، إن الاتفاق المزمع “يعكس ثقة متزايدة بين الرئيسين”، مضيفًا أنه “متفائل بحذر” بشأن توقيعه، لما له من أهمية في استمرار الدعم العسكري الأمريكي.
ومنذ توليه منصبه، لم يوافق ترامب على إرسال أسلحة أو ذخائر إلى أوكرانيا، ما أثار قلق الجيش الأوكراني الذي لا يزال يعتمد بشكل كبير على المساعدات الأمريكية لصد القوات الروسية، التي تسيطر حاليًا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.
وكان ترامب قد تعهد بإنهاء الحرب خلال أول 100 يوم من رئاسته — وهو وعد لم يتحقق حتى الآن. لكن مقربين منه يعتبرون توقيع الاتفاق مع أوكرانيا خطوة رمزية يمكنه الترويج لها باعتبارها “نجاحًا دبلوماسيًا”، يميّزه عن سلفه جو بايدن.
