صدى كندا- أعلنت رئيسة وزراء ألبرتا، دانييل سميث، أنها ستدرج استفتاءً حول انفصال المقاطعة عن كندا في اقتراع عام 2026، إذا تمكّن المواطنون من جمع عدد كافٍ من التوقيعات عبر عريضة شعبية.
ورغم تأكيدها على عدم دعمها الشخصي للانفصال، شددت سميث على احترامها للعملية الديمقراطية وإرادة سكان ألبرتا إذا شعروا بأن الحكومة الفيدرالية تهمّش مصالحهم.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات بين حكومة ألبرتا المحافظة والحكومة الفيدرالية الليبرالية بقيادة رئيس الوزراء مارك كارني، خاصة بشأن السياسات البيئية والتنظيمات المتعلقة بصناعة النفط والغاز، التي تعتبرها ألبرتا حجر الأساس لاقتصادها.
وتتهم سميث أوتاوا بفرض تشريعات تحدّ من قدرة المقاطعة على تطوير مواردها الطبيعية، مما أدى إلى خسائر بمليارات الدولارات وأثر سلبًا على الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم.
لجنة “ألبرتا التالية” والمطالب الأربعة
أعلنت سميث عن تشكيل لجنة جديدة تُدعى “ألبرتا التالية”، تضم خبراء قانونيين واقتصاديين وأكاديميين، بهدف إجراء مشاورات عامة حول مستقبل المقاطعة داخل كندا. كما طرحت أربعة مطالب رئيسية للحكومة الفيدرالية:
ضمان وصول ألبرتا إلى موانئ المحيطات لتصدير مواردها.
إنهاء التدخل الفيدرالي في تطوير موارد المقاطعة، بما في ذلك إلغاء قوانين مثل C-69.
منع فرض ضرائب أو قيود على صادرات موارد ألبرتا دون موافقتها.
وتحقيق مساواة في التحويلات الفيدرالية مع مقاطعات كبرى مثل كيبيك وأونتاريو وكولومبيا البريطانية.
ولتسهيل إجراء الاستفتاءات الشعبية، قدمت حكومة سميث مشروع قانون لتخفيض نسبة التوقيعات المطلوبة من 20% إلى 10% من الناخبين المؤهلين، وتمديد فترة جمع التوقيعات من 90 إلى 120 يومًا.
وهذا التعديل يهدف إلى تمكين المواطنين من طرح قضايا مهمة، مثل الانفصال، على جدول الاستفتاءات المستقبلية.
ورغم تصاعد الحديث عن الانفصال، تشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية سكان ألبرتا يفضلون البقاء ضمن كندا، مع وجود نسبة أقل تؤيد الانفصال أو الانضمام إلى الولايات المتحدة.
ويرى محللون سياسيون أن تهديدات الانفصال قد تُستخدم كأداة ضغط على الحكومة الفيدرالية لتحقيق مزيد من الحكم الذاتي، على غرار ما حدث في كيبيك سابقًا.
ومن جهتها، أكدت سميث أنها تأمل في التوصل إلى حلول تعاونية مع الحكومة الفيدرالية، لكنها مستعدة لاتخاذ خطوات لحماية مصالح ألبرتا إذا استمرت السياسات الفيدرالية في تجاهل مطالب المقاطعة.
